شارك مع اصدقائك

22 أغسطس 2012

زيارة مرسى للصين قبل الولايات المتحدة تثير التساؤل.. وتفتح آفاقاً جديدة للعلاقات الباردة بين بكين والقاهرة بعد ثورات الربيع العربى.. ومحللون وساسة يؤكدون تعاظم فرص التعاون الاقتصادى بين البلدين


أكد محللون وساسة صينيون ومصريون تعاظم فرص الاستفادة التعاون بين بكين والقاهرة خلال زيارة الرئيس محمد مرسى للصين أواخر شهر أغسطس الجارى، وفى هذا الصدد أكد الباحث والأكاديمى الصينى بجامعة اللغات الأجنبية ببكين، شيوى جون قونغ، أن هذه الزيارة تلقى اهتماماً كبيراً وتقديراً من الجانب الصينى، ذلك لأن موقف الصين من أحداث الربيع العربى كان قد أثار سوء تفاهم كبير فى الأوساط العربية، إلى حد أن أتهم البعض الصين بأنها تعارض الثورات العربية".


وقال قونغ، إن "زيارة الرئيس محمد مرسى، أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى واحدة من أكبر الدول التى شهدت الربيع العربى، ستحمل دلالة كبيرة سواء داخل الصين أو خارجها، مفادها أن الصين تؤيد الشعوب العربية وحكوماتها المنتخبة، وسيظل مستقبل العلاقات الصينية العربية مشرقا كما هو الحال فى الماضى، كما أن سوء التفاهم من قبل بعض الأصدقاء العرب للموقف الصينى يمكن أن يزول مع مرور الوقت".

وأضاف أن "الزيارة لها أيضا أهمية كبيرة سواء بالنسبة إلى مصر أو بالنسبة إلى الصين، خاصة أن هذه الزيارة هى الزيارة الأولى التى يقوم بها الرئيس مرسى إلى خارج المنطقة بعد توليه الرئاسة، وأول رئيس عربى منتخب ديمقراطيا تستقبله الصين منذ التحولات الكبرى التى حصلت فى دول الربيع العربى".

وأشار قونغ إلى أنه يرى أن الشغل الشاغل لمصر والرئيس الجديد والحكومة الجديدة هو تطوير الاقتصاد، ذلك لأن استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار وأمور أخرى كلها تتوقف على تحسن الأداء الاقتصادى، ورأى أن مصر فى حاجة ماسة إلى جذب الاستثمارات وإنشاء مصانع ومؤسسات وتوظيف أيدى عاملة، وأنه لا شك أن الصين باعتبارها ثانى أكبر اقتصاد فى العالم لها إمكانيات كبيرة فى تعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر، وضخ
الاستثمار فى الاقتصاد المصرى، ومساعدة مصر على تخطى هذه الفترة المأزومة".

على الجانب الآخر اهتمت وسائل الإعلام الصينية بالزيارة المرتقبة التى يقوم بها الرئيس مرسى إلى الصين، حيث ألقت الضوء على العلاقات المصرية الصينية، وتوجهت باستطلاع أراء بعض محللين وساسة مصريين، للتعليق على الزيارة، فقد قامت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" والتليفزيون المركزى الصينى "سى سى تى فى" و"شبكة الصين" الدولية بإذاعة تقرير مشترك عبر مراسليهم من القاهرة.

وتضمن التقرير تصريحات ورؤى هؤلاء المحللين، حول النتائج المتوقعة للزيارة، والتى تمثلت فى أن مصر تهدف للاستفادة من التجربة الاقتصادية للصين، وإعادة التوازن لعلاقات القاهرة الخارجية، واعتبروا أن الزيارة تعكس اهتمام مصر بتطوير العلاقات مع الصين، والاستفادة من خبرتها فى مجالات عدة لاسيما "مكافحة الفقر وتطوير العشوائيات، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن العمل على تضييق الفجوة الكبيرة فى الميزان التجارى".

ونقل الإعلام الصينى عن الدكتور جمال حشمت عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسى لجماعة "الإخوان المسلمين" قوله "إن الزيارة المرتقبة لمرسى إلى الصين تهدف إلى إقامة علاقات متوازنة مع العالم الخارجى بما يعيد التوازن للسياسة الخارجية المصرية، والتى كانت تركز فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك على العلاقات مع أوروبا وأمريكا"، وأضاف "أن الزيارة تأتى فى إطار الانفتاح على العالم والتوجه شرقا وغربا بما يعيد لمصر مكانتها الحقيقية"، معتبراً ذلك جزءاً أصيلاً يجب أن يكون فى السياسة الخارجية المصرية".

وحول ما إذا كان يمكن اعتبار الزيارة إشارة لأمريكا بأن مصر فى عهد مرسى تولى اهتماما أكبر للعلاقات مع بكين، قال جمال حشمت عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، لوسائل الإعلام الصينية، إنها "علامة على أن مصر تتحرك حيثما كانت مصلحتها، فثمة مصلحة ستتوجه إليها مصر، خاصة أنها دولة تحتاج لقفزة تنموية".

وأضاف "أن الصين قوة دولية، ودولة لها مكانة اقتصادية على مستوى العالم، وتجارب رائدة، وسوق كبير يمكن أن نستفيد منه، وأنه يمكن للصين أن تلعب دورا فى التنمية بمصر، خاصة أن "مشروع نهضة مصر" يرتكز على الجانب الاقتصادى، وأن الصين دولة رائدة فى المشاريع الصغيرة والمتخصصة، ومصر تحتاج لخبراتها فى هذا المجال"، وتوقع فى هذا الصدد أن تتجه العلاقات مع الصين فى عهد مرسى إلى الأفضل فى ظل
حالة من توازن العلاقات والمصالح المتبادلة بما يجعل الكل يستفيد".

من جانبه قال السفير محمد عبدالوهاب الساكت عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، والذى سبق أن عمل مندوباً للجامعة العربية فى الصين، إن "زيارة مرسى للصين تعيد التوازن فى العلاقات الخارجية لمصر، وتؤكد سياستها القديمة فى الاتجاه فى علاقاتها نحو الشرق.. مضيفا أن زيارة مرسى تؤكد أنه يولى اهتماما بالغا للعلاقات مع الصين التى تمتد فى عمق التاريخ، خاصة أنها أول زيارة له إلى دولة غير عربية منذ انتخابه رئيسا لمصر".

وأضاف الساكت لوسائل الإعلام الصينية، أن "الزيارة تؤكد كذلك أن مصر تعتنق نفس المبادئ التى تعتنقها الصين، وهى مبادئ التعايش والسلام والتنمية، وإنها تريد الاستفادة من التجربة الصينية فى البناء والتنمية ومكافحة الفساد.. متوقعا أن تشارك الصين فى تنفيذ مشروع نهضة مصر، خاصة وأن الحكومة المصرية تعول كثيرا على دور الصين فى تنفيذ هذا البرنامج بسبب التماثل فى التجربتين الصينية والمصرية بما يمكن كل الطرفين من الاستفادة من الآخر".

واعتبر أن "التجربة الصينية غنية، ويجب الاستفادة منها لملاءمتها لظروف مصر، وأن الرئيس مرسى حريص كل الحرص على الاستفادة من الدول الصديقة فى نهضة مصر"، مضيفا أن زيارة الرئيس مرسى إلى الصين يتوقع أن تسفر عن تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وتفعيل المشروعات الصينية فى مصر، لاسيما المشروعات التى تم الاتفاق سابقا على تنفيذها فى منطقة خليج السويس، فضلا عن التعاون فى المجال النووى للأغراض السلمية، وتحلية مياه البحر، والسياحة".

وعن مستقبل العلاقات مع الصين قال الساكت "لكى تعرف المستقبل يجب أن تنظر إلى الماضى والحاضر، والعلاقات مع الصين كانت تسير فى العقود الماضية بنمط سريع، وستزداد فى جميع العلاقات.. متوقعا أن تصبح الصين الشريك التجارى والاقتصادى الأول لمصر، وذلك على خلفية أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأنها تشترك فى دوائر مختلفة مع بكين، وتلعب فيها دوراً محورياً مثل منتدى التعاون العربى - الصينى ومنتدى التعاون الصينى - الأفريقى".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق