شارك مع اصدقائك

22 أغسطس 2012

يحيى الفخرانى: وضعت خبرة 40 عامًا فى «الخواجة عبدالقادر».. وابنى شادى كان يخشى من مشهد ضربى بالكرباج لكننى أصررت.. المسلسل ينقلنا إلى عالم الروحانيات والصوفية


كما عودنا دائما، استطاع النجم يحيى الفخرانى أن يبهرنا فى رمضان بعمل فنى مختلف وجديد وغير متوقع قدمه بحرفية عالية، هو مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، ورغم أنه تم عرضه على قناتين فقط هما «الحياة» و«mbc»، فإنه حقق نسبة مشاهدة عالية جدا، ونجح الفخرانى فى تجسيد شخصية الخواجة عبدالقادر الصوفى ليوصل من خلالها رسالة للجمهور المصرى وللصوفيين أنفسهم بجدارة فائقة.

الفخرانى وضع خبرة 40 عاما فى التمثيل لإجادة شخصية الخواجة عبدالقادر، كما برع فى تجسيد قصة حب نادرة جمعت بينه وبين زينب التى جسدت دورها الفنانة السورية سلافة معمار، واستطاع أيضا أن «يقفل» الشخصية، ويجعلها لا مكان فيها لإبداع أو اجتهاد أى فنان آخر.

«اليوم السابع» التقت النجم يحيى الفخرانى وأجرت معه هذا الحوار لمعرفة العديد من أسرار «هربرت دوبرفيلد» أو «الخواجة عبدالقادر».

ما شعورك بعد إشادة عدد كبير من النقاد والجمهور بمسلسلك «الخواجة عبدالقادر» وجعله فى مقدمة عدد كبير من الأعمال التى عرضت فى رمضان الماضى؟
- بالطبع سعيد جدا بهذه الإشادة، والحمد لله أن العمل نال استحسان الجمهور والنقاد، و40 سنة عمل تجعل لدى خبرة ليست قليلة فى الأعمال التى أقدم عليها، فأنا لا أقدم على أى عمل إلا عندما أقتنع به، فالمهم أن يفعل الإنسان ما عليه، والنجاح والفشل بيد الله، ولكن المهم أن يفعل الإنسان ما عليه، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، وطوال مشوارى الفنى لا أقوم ببطولة أى عمل دون اقتناع من داخلى.

الجمهور فوجئ بأن شخصية الخواجة عبدالقادر حقيقية فهل كنت تعرفها من قبل؟
- لم أعرف الشخصية إلا من خلال المؤلف عبدالرحيم كمال، فهو الذى يعلمها، لأن والده هو الذى حكى له عنها، وهو بدوره حكى لى عنها منذ فترة، وكان يريد أن يقدمها فى عمل تليفزيونى، فقلت لها أن يكتبها حتى أقرأها جيدا وأستطيع تكوين رأى سليم عنها، وعندما كتب لى فى البداية ملخصا عن القصة كتب عن قصة الحب التى تجمع الخواجة بزينب فقط، فقلت له اكتب لى نصا تفصيليا عن كل شىء فى حياته، وعندما فعل ذلك وقرأتها اقتنعت بها جدا ووافقت عليها، لكننى طلبت أن تكون جنسيته إنجليزية وليست ألمانية مثل الواقع، وذلك حتى تكون اللغة أسهل على الجمهور، و%80 من أحداث العمل حقيقية، لكن الباقى بالطبع دراما من خيال المؤلف.

وكيف استطعت المحافظة على لكنة اللغة العربية المكسرة والمميزة لشخصية الخواجة؟ وهل هذا أخذ منك مجهودا كبيرا؟
- استطعت الحفاظ على تلك اللكنة لأننى حضرت للعمل جيدا، حيث إن المشروع كان موجودا قبل رمضان الماضى بشهرين، وبدأ عبدالرحيم كمال يكتب 5 حلقات ويعطيها لى ثم يكتب 5 أخرى، وكنت أعمل وأذاكر الشخصية أولا بأول، لذلك جلست كثيرا مع شخصيات إنجليزية تتعلم اللغة العربية فى القاهرة، وتعلمت منهم طريقة النطق، منهم رجل يدعى كيرن تعرفت عليه فى المعهد البريطانى، فالمشوار لم يكن قصيرا، بل أخذت وقتا طويلا فى التحضير.

البعض كان يرى أن استخدام الفنانين الذين يجسدون أدوار الإنجليز اللغة العربية الفصحى فى بداية العمل أمر غير مستحب فهل ترى أنه كان من الأفضل التحدث باللغة الإنجليزية ووضع الترجمة؟
- بالعكس أنا لا أرى ذلك، وإذا كان استخدام اللغة العربية أفقدنى بعض الجمهور فهو جعلنى أكسب الجمهور الأكبر والأهم بالنسبة لى، وهو الناس البسيطة والأمية التى لا تستطيع القراءة، لذلك لا أرى أننى خسرت شيئا.

البعض عاب أيضا كثرة مشاهد الفلاش باك التى كانت تحدث ربكة للجمهور فى كثير من الأحيان.. ألم يقلقلك استخدام الفلاش باك كثيرا فى المسلسل؟
- الحقيقة أننى جلست مع المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج شادى الفخرانى لنجد حلا لذلك، لكن وجدنا أن أنسب حل هو استخدام الفلاش باك لأن المسلسل يلقى الضوء على أكثر من مرحلة زمنية فى أكثر من مكان، لكن الحقيقة ما جعل المشاهد يتوه إلى هذا الحد هو الإعلانات الكثيرة التى كانت تقدمها قناة «الحياة» مما يجعل المشاهد يخرج من مرحلة زمنية ويعود على مرحلة أخرى مختلفة تماما، مما يجعله لا يعلم ماذا حدث، لكن فى رأيى أن عرض الأعمال فى رمضان هو مجرد دعاية لها فقط حتى يعلم المشاهد العمل الجيد من غير الجيد ويقرر بعد ذلك متابعة الأعمال التى يشاهدها بعد رمضان.

الإعلانات الكثيرة داخل أى عمل فنى هى دليل على نجاحه، لكن ألا ترى أن كثرة الإعلانات تؤثر بشكل سلبى على السياق الدرامى للعمل حيث تجعل المشاهد يبتعد بعض الشىء عن العمل الذى يشاهده؟
- بالطبع.. الإعلانات تؤثر بشكل سلبى والمفروض أن تكون محددة ولا تكون بكل هذا الكم، لكن بالطبع هذا يعد دليلا على نجاح العمل، وأفضل شىء أن هذا أكبر دليل على استمرار صناعة الفن وبقائه وعدم تأثره بأى شىء مهما كان، فالعمل الجيد يفرض نفسه مهما أحاطت به من ظروف وهذا ما يسعدنى.

المسلسل نجح فى نقلنا إلى عالم الروحانيات فى كثير من المشاهد.. فهل تشعر أن الجمهور يحتاج إلى الذهاب إلى ذلك العالم، أم أنك تشعر بأن يحيى الفخرانى هو من يحتاج إلى ذلك، خصوصا فى ظل ما تشهده مصر من ارتباك بين حين وآخر؟
- أنا أرى من زمان أن الجمهور محتاج إلى الانتقال إلى هذا العالم، فالتشدد لم يظهر فى السنوات الأخيرة فقط كما يقول البعض، فهو موجود منذ فترة ليست بقصيرة، ونحتاج فعلا إلى أن نذهب بين الحين والآخر إلى عالم الروحانيات حتى نشعر بالطمأنينة والأمان.

المسلسل ربط سماحة الإسلام فى الماضى بوضع إسقاطات على الإسلام فى الحاضر والتشدد الذى يشهده من هدم الأضرحة وغياب الروحانيات فهل هذا كان مقصودا؟
- بالطبع كان مقصودا أن يظهر المسلسل الرغبة فى العودة إلى سماحة الإسلام والدين الذى تربينا عليه السمح الجميل، والإسلام الوسطى وتحديدا إسلام الأزهر الشريف الذى يعد أهم مرجع فى الوطن العربى، فلا أعلم لماذا يتناساه البعض أحيانا، وفى رأيى أن المصريين هم المسلمون على حق، لأنهم عرفوا كيف يتعاملون مع الناس وعرفوا الإسلام بسماحته ووسطيته وليس بتشدده وقمعه كما يحدث حاليا.

هناك وجهة نظر تقول إن المسلسل جاء فى وقته بعد أن اهتمت الجماعات الإسلامية مثل السلفية بالمظاهر وانشغل الإخوان بالسياسة؟
- الحقيقة أن المسلسل جاء فى وقته من قبل ذلك بكثير، لأننا كنا نسمع عن تشدد الجماعات الإسلامية من زمان وليس الآن فقط، والمهم فى ذلك أن يعلم المواطن المصرى البسيط إسلامه السمح وتكون مرجعيته فى ذلك «الأزهر الشريف» وليس شيئا غير ذلك.

المسلسل قدم عالم الصوفية بشكل فريد وابتعد عن البدع والخرافات وركز على الحالة الإنسانية والروحية.. فكيف تم رسم ذلك الإطار؟
- ذلك يعود للمؤلف عبدالرحيم كمال، فهو الذى رسم هذا الإطار، وهى رؤيته لأنه شخص صوفى فى الأساس، وكان دائما يريد تقديم أعمال عن الصوفية الخالصة، لكننى كنت أطالبه بكتابة أعمال عن الإسلام الصحيح بسماحته.

علاقة الخواجة عبدالقادر بزينب كان بها بعد أسطورى.. فهل كان ذلك فى الشخصية الحقيقية أم تمت إضافتها؟
- لا كانت موجودة بالفعل، وهذا سبب إقامة المقام له، وهى علاقاته الأسطورية بالأشخاص، خاصة علاقته بالشيخ السودانى الذى جعله من شخص ملحد غير مؤمن بالله ومكتئب وليس له أى هدف وفى منتهى الحزن إلى شخص مؤمن وسمح وسعيد.

وكيف كان عبدالقادر شخصا له كرامات وفى نفس الوقت كان يظهر أحيانا كطفل برىء؟
- الخواجة عبدالقادر كان فيه براءة، لكنه لم يكن ساذجا، وهذا كان واضحا وقتما كان يتحدث مع القيادات الإنجليزية وغيرها، فهو كان شخصا عاقلا جدًا وحكيما، لكنه كان فى بيئة غريبة عليه، وكان لابد أن يكون هناك الكثير من الأشياء التى لا يعلم عنها شيئا.

ألا ترى أن الدور كان مغامرة؟
- بالعكس.. لأننى تعودت على المغامرة، فأغلب الأعمال التى قدمتها يكون بها مغامرة، مثل مسرحية الملك لير مثلا، فقد كانت مغامرة كبيرة، كما أننى أشعر دائما أن المغامرة هى التى تنجح، لكن بالطبع يجب أن أكون مقتنعا بها جيدا.

كيف قدمت مشهد ضربك بالكرباج وأنت مربوط فى شجرة ضمن أحداث العمل؟
- الحقيقة هذا المشهد كان له استعداد خاص، حيث كان شادى قلقا جدًا منه بدافع خوف الابن على والده، فهذا شىء شخصى ليس له دخل بالعمل، فقال لى هل آخذ الكاميرا «close» على وجهك دون أن تخلع ملابسك ومثل هذه الأشياء، لكننى قلت له لا سأقدم المشهد كما تريد والأفضل للكاميرا، ولا توجد عندى مشكلة من خلع ملابسى، وبالطبع الضرب يكون بكرباج خفيف جدا ليس حقيقيا.

هل من الممكن أن تكوّن ثلاثيا مع عبدالرحيم كمال وشادى الفخرانى؟
- لا أعلم لأننى لا أفكر بتلك الطريقة لأن العمل هو الذى يحكم، حيث إننى لم أعتد أن أطلب من المؤلفين تفصيل أدوار لى، وليس من طبعى هذا الشىء، فأنا يعرض على العمل وأقرأه جيدا حتى أقرر تجسيد هذا الدور أم لا وهل سيليق لى أم لا.

كيف كانت علاقتك بابنك شادى فى اللوكيشن؟ وهل كنت تتعامل معه بشخصية النجم الذى يفرض قراره فى النهاية أم كنت تنفذ قراراته لأنه هو المخرج؟
- تعاملت مع شادى مثلما تعاملت مع أى مخرج، لكن الفرق أننى كنت «سايب إيديا أكتر» لأننى كنت مطمئنا أنه سيخرجنى فى أفضل صورة، وبالمناسبة أريد أن أوضح للناس شيئا مهما، وهو أن هذه المهنة تحديدا لا يجوز بها مساعدة أحد أو مجاملته، لأننى ممكن أساعده مثلا فى دخول الوسط، ويتعلم فن الإخراج جيدًا، لكن إن لم تكن لديه الموهبة فلن يكمل فى هذا المجال، وأنا تعاونت من قبل مع مخرجين فى تجاربهم الأولى، مثل ساندرا نشأت وشريف حامد، لكن المهم أن يكون المخرج جيدا ولديه الموهبة، والحقيقة من وقت دخول شادى المعهد تمنيت العمل معه، لكن بعد فترة قلت لن أستطيع التعاون معه لأنه اختار العمل فى السينما، وأنا هجرت السينما منذ فترة، لكن بعد تطور الدراما ودخول تقنيات السينما بها تجدد لدى الأمل، وفرحت جدا بالتعاون معه، وهذا شىء شخصى بالطبع، فسعادتى بابنى شىء لا يخص العمل.

وأضاف الفخرانى عندما شاهدته فى اللوكيشن قلت له: «أنت فكرتنى بنفسى وطلعت راجل أوى»، والحقيقة هذا بسبب أن العمل كان مرهقا جدا من كثرة الأماكن التى تم التصوير فيها، فمثلا تم تصوير حوالى %90 فى منطقة دهشور، فكان يحتاج مجهودا خاصا، لكننى سعدت كثيرا بنجاح شادى، وبالطبع هذه المرة كانت من أكثر المرات المريحة التى اشتغلت فيها فى حياتى.

وماذا عن مسلسل الكارتون «قصص الإنسان فى القرآن» الذى استطاع أن يجمع الأسرة المصرية حوله قبل الإفطار؟ ومن الذى اختار تلك الشخصيات التى ظهرت بالمسلسل؟
- المؤلف هو الذى يختار الشخصيات، وأنا لا أتدخل مطلقا فى ذلك، كما لا أتدخل أيضا فى اختيار الفنانين الذين يشاركوننى العمل، ولا ألتقيهم أيضا، فكل فنان يسجل صوته بمفرده.

وهل تنوى تقديم جزء ثالث من هذا العمل العام المقبل؟
- شركة الإنتاج بالفعل عرضت علىّ فكرة تقديم أجزاء أخرى، لكننى أخبرتهم أن كواليتى الصورة والتحريك يجب أن يكون أفضل ومتطورا أكثر، لأن الصورة لم تعجبنى كثيرا فى الجزء الثانى، حيث إن الصورة فى الجزء الأول كانت مبهرة لوجود الحيوانات بها، لكن عند وجود الإنسان المسألة اختلفت والصورة بدت بدائية بعض الشىء.

هل كنت تخشى المنافسة هذا العام مع نجوم السينما العائدين للدراما الرمضانية مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز والشباب محمد سعد والسقا وكريم عبدالعزيز؟
- على العكس أنا أحب التنوع، ودائما كنت أقول: يجب وجود أكثر من عمل حتى يكون هناك تنوع درامى أمام الجمهور وهذه ظاهرة صحية جدا.

وما الأعمال الفنية الدرامية التى تابعتها خلال رمضان المنقضى؟
- الحقيقة لم يكن هناك فرصة لأننى انتهيت من تصوير الخواجة عبدالقادر قبل نهاية رمضان بأيام قليلة، لكننى كنت أنظر نظرة سريعة من وقت لآخر، واتصلت بهم وهنأتهم بالفعل.

هل تنوى الاستمرار فى فترة احتجابك عن السينما طويلا؟
- إطلاقا، لكن لابد أن يكون هناك موضوع جيد يستهوينى ويجذبنى للعودة للسينما من جديد، وأنا أتمنى أن أقدم عملا سينمائيا ناجحا، لكن المشكلة فقط فى السيناريوهات.

هل اخترت العمل الدرامى الفنى الجديد الذى ستقدمه بعد مسلسل «الخواجة عبدالقادر»؟
- لم أقرر شيئا حتى الآن، حيث إننى سآخذ فى البداية فترة راحة بعد فترة التصوير الطويلة فى مسلسل «الخواجة عبدالقادر» وبعدها أفكر فى العمل الجديد.

بعد انتهاء كل مسلسل لك فى رمضان ينتظر الجمهور عملك الآخر ويكون مقررا أن يشاهده فى رمضان التالى.. فهل ذلك يجعلك مطمئنا لنجاح أعمالك الدرامية ومن ثم تختارها بثقة؟
- فى الحقيقة كل عام لا أكون مقررا خوض السباق الدرامى أم لا، لأن القرار يأتى على حسب الموضوع الذى سيقدم لى ومدى اقتناعى به، ولا أعتمد مطلقا على القاعدة الجماهيرية المرتبطة باسم يحيى الفخرانى، بل أبحث دائما عن الجديد الذى سأقدمه وبشكل مختلف.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق