شارك مع اصدقائك

22 أغسطس 2012

الإعلام الإيرانى يرحب بمرسى ويصفه بـ "الضيف الخاص" فى قمة عدم الانحياز.. زيارة الرئيس المصرى يمكن أن تكون نقطة تحول وخطوة لعبور العقبات التى تعترض العلاقات الثنائية


لقيت موافقة الرئيس محمد مرسى على زيارة طهران - أواخر الشهر الجارى فى إطار المشاركة فى قمة عدم الانحياز - ترحيبًا واسعًا فى إيران على مختلف الأصعدة، سواء الدبلوماسية أو لدى الإعلام الإيرانى الذى لم يكن يتوقع قبول مرسى الدعوة، خاصة بعد الأخبار التى ترددت بشأن ضغوط يتعرض لها الرئيس من قبل الغرب ودول الخليج لرفض الدعوة المقدمة له من جانب طهران.


وعلقت صحيفة شرق الإيرانية الإصلاحية على موافقة الرئيس محمد مرسى - فى تقريرها تحت عنوان "مرسى فى الطريق إلى طهران" واصفة إياه بـ "الضيف الخاص الذى سيحل على طهران" – بقولها: إن ضيوف قمة عدم الانحياز شىء والضيف الخاص (الرئيس مرسى) شىء آخر.

وأضافت: "إن مرسى يتمتع بمكانة ومرتبة عالية لدى الجمهورية الإسلامية مقارنة بالآخرين". مضيفة أنه فى النهاية تغلب على تردده وسيأتى إلى طهران، وسيسلم إيران رئاسة الحركة.

وأشارت إلى أن الرئيس مرسى سيكون أول رئيس مصرى يسافر إلى إيران بعد أكثر من 30 سنة.

وقالت صحيفة شرق الإصلاحية: إن سفر مرسى إلى إيران يأتى فى إطار تلبية دعوة قمة عدم الاتحياز، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة يمكن أن تكون خطوة كبيرة كى يعبر البلدان العقبات التى تعترض العلاقات، وبهدف إقرار العلاقات التى تشتاق إليها الجمهورية الإسلامية، لذلك يتمتع حضور مرسى فى القمة السادسة عشرة لعدم الانحياز بأهمية كبرى.

وأضافت الصحيفة أن الطريق من إيران إلى مصر مازال طويلاً وغير معبد، والمسافة كبيرة بين البلدين، وكذلك التبادلات والعلاقات الثنائية، حتى الثورة المصرية لم تستطِع أن تقلل هذه المسافة. ورأت الصحيفة أن هذه الفجوة لم تسدها ثورة 25 يناير، كذلك اللقاءات والدعوات التى أرسلها المسئولون الإيرانيون، حتى بعد تغيير الحكم وصعود الإسلاميين وحصول الإخوان والسلفيين على كراسى البرلمان واختيار عضو من الإخوان لمنصب رئاسة الجمهورية، فكل هذا لم يرأب الصدع.

وقالت: إنه بعد الإطاحة بحكومة مبارك لم يحدث تغيير فى نسبة المعارضين والمؤيدين لإقرار العلاقات، لكن هذه الزيارة يمكن أن تمثل نقطة تحول فى العلاقات التى قطعها الإمام الخمينى قائد الثورة الإسلامية عام 1979م احتجاجًا على توقيع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة كامب ديفيد.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران على مدى الأعوام الـ 30 الماضية كانت ترى أن إحدى بوابات العالم العربى (السعودية) مواربة أمامها، وفى السنوات الأخيرة سعت لفتح البوابة الثانية للعالم العربى (مصر).

وكشفت الصحيفة عن أن الجمهورية الإسلامية حاولت مرات عديدة قبل الثورة لإقرار العلاقات، فقد سافر عدة مرات الدبلوماسيون الإيرانيون للقاهرة بهدف الوصول إلى قصر حسنى مبارك، إلى أن قامت ثورة 25 يناير وأطاحت بحكومة مبارك ومنحت الأمل لربيع جديد يهب على العلاقات المصرية الإيرانية، ومع سقوط مبارك ظن البعض أن العلاقات ستتحسن بشكل سريع بين البلدين لكن ما حدث بعدها دل على أن الطريق مازال طويلاً أمام إقرار العلاقات بين البلدين.

وأضافت أن سقوط مبارك لم يؤثر على السياسة الخارجية لمصر والعلاقات بين مصر وإيران بقيت على حالها، وكشفت أن إيران خطت خطوات عملية عديدة بهدف إذابة جمود العلاقات، لكنها لم تكن مثمرة، ومصر لم تبدِ رغبتها فى استئناف العلاقات، والآن سنحت فرصة جديدة كى تزهر أغصان العلاقات مرة أخرى فى قمة عدم الانحياز، ورغم أنه مازال مبكرًا أن نتحدث عن مكتسبات زيارة مرسى إلى طهران وإلى أى حد سيعزز علاقته بالجمهوية الإسلامية فإن المحللين يرون أن التطورات المقبلة ستعيد مصر مجددًا إلى ساحة السياسة الإقليمية.

وأكدت الصحيفة أن قبول مرسى الزيارة بعد سقوط مبارك من رأس النظام يعد علامة على استقلالية سياسة مصر الخارجية عن شعارات الدول الغربية ودول الخليج.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق