شارك مع اصدقائك

23 أغسطس 2012

من قلب سوريا الحلقة الثانية ..و من داخل معسكرات الجيش السورى الحـر.. وأحدث كتيبة منشقة تتحدث عن جرائم الأسد.. الجيش النظامى يستعد لاستخدام السلاح النووى بنسبة %90



استبدلوا بسنابل القمح آلات القتال، تخلوا عن تلقيح الأرض ليدافعوا عن العرض حتى صار لونها كلون رمال الصحراء، فى الحلقة الثانية من حلقات معايشة «اليوم السابع» لأهالى سوريا وأوضاعهم الصحية والاجتماعية التى تقدمها تحت عنوان «من قلب سوريا»، من داخل معسكرات الجيش الحر تحدث جنوده عن تدريباتهم والأساليب التى يتبعونها لتطوير مهاراتهم القتالية، فضلا عما أثير عن تمويلهم غير المعلوم المصدر حتى الآن.

جنود الجيش الحر شباب لا يختلف كثيرا عن شباب وطنى ووطنك، تعلم وتخرج وانتظر الفرصة ليغترب بدول الخليج لتأمين حياة كريمة له ولأطفاله، الثورة جعلت منه محاربا يحمل السلاح ويناور ويضع الخطط العسكرية، بدلا من زراعة بذور الزيتون، حيث شكلت لهم الحرب وعيا جديدا أعادتهم من دول الخليج ودفعتهم لقلب الميدان لحمل هم وطن، كما تحدثنا مع كتائب الجيش الحر المختلفة عن إشكاليات عديدة تمثل هاجسا قويا فيما يخص المستقبل السورى كمسألة فرار كبار قادة الجيش النظامى بعد انشقاقهم عن نظام الأسد والتى رفضوها جملة وتفصيلا بل اعتبروها خيانة للثورة.

القدر وحده كان له عامل كبير ومؤثر فى رحلتنا، حيث جعلنا أمام أحدث كتيبة عسكرية منشقة عن الجيش النظامى، تحدثوا معنا عن المنشقين الهاربين والفتنة الطائفية، كاشفين أسرار الجيش النظامى وحكايات لأول مرة عن نظام تآمر بشار على شعبه مستعينا بألاعيب شيحة، مستغلا أقذر الملفات الطائفية والسياسية لتبرير قتله أحيانا وتضليله أحيانا أخرى لشعبه.



معسكرات بدائية تعتمد على الأسلحة الخفيفة فى مواجهة ميلشيات الأسد المسلحة
المقاتلون: لا نجد ما نشترى به طلقات البنادق التى نحملها.. وعدد كبير من مقاتلينا يحملون السلاح لأول مرة فى حياتهم

مساحة لا بأس بها من الأرض على أطراف البلاد تظهر منها بعض الدشم البسيطة يقف خلفها فتى لا يتعدى 14 عاما، من خلفه تظهر بعض الخيم البسيطة والبدائية يجلس بها كبار المقاتلين يعطون بعض التعليمات اللازمة لأفراد كتائب الجيش الحر قبل الانطلاق لأى مهمة، ثوار سوريا من كتيبة شهداء الإسلام سمحوا لمحررة «اليوم السابع» بالدخول لأحد معسكرات تدريب الجيش الحر، ولكن بشرط عدم اصطحاب كاميرا.

أسلحة خفيفة وبسيطة، لا تصلح للمقاومة الشعبية والدخول فى حرب بل تكفى ضابط حرس حدود، فالرشاش والبنادق الصغيرة وبعض المسدسات هى كل ما يملكه عناصر الجيش الحر لمواجة أسلحة الهاون والقناصة ودبابات الجيش النظامى، عن حال المعسكر يقول أبوالنور من كتيبة شهداء الإسلام: «لو علم العالم كيف يقاتل شعب أعزل لضحكوا، فبأقل الإمكانيات نعمل لمواجة الجيش الأسدى، الأسلحة باهظة جدا لا نستطيع شراءها بشكل مستمر، الرصاصة الواحدة تباع بـ4 دولارات، وأحيانا كثيرة تنفد الذخيرة فى كثير من المعسكرات ونصبح فى موقف مرتبك، فلو هاجمت ميلشيات الأسد فى تلك اللحظة لن نسطيع الدفاع عن أنفسنا أو أهالينا».

الجيش الحر هم مدنيون اضطروا لحمل السلاح لمواجهة إبادتهم الجماعية على أيدى حكامهم، البعض أبدى استعداده لأن يكون «لغماً بشرياً» ينفجر فى «أعداء الوطن» كما يسمون الجيش النظامى، وآخرون انشقوا عن القوات النظامية ليكوّنوا «أركاناً حربية» تساعد قوات الجيش الحر فى التدريب على القتال.

فى الثانية عشرة ظهرا توجهنا لأحد معسكرات اللاجئين، كان الجنود يهتفون على أبواب المعسكر «لا إله إلا الله، الأسد عدو الله»، وذلك لاستعدادهم للخروج فى مهمة قتالية بعد قصف قوات الأسد لحدود مدينة حلب، على طول الطريق كانت عربات ترحيل المدنيين تتوافد تحمل عشرات اللاجئين يرفعون راية النصر وعلم الاستقلال، مرددين «الجيش الحر الله يحميه».

المعسكرات مقسمة إلى أربع مناطق، الأولى شمال المعسكر مخصصة للتدريب على حمل السلاح والرماية، والثانية جنوب المعسكر مخصصة للتدريب على فن القتال بها بعض الحواجز الحديدية والحبال وساحة واسعة للتدريب على القتال الجسدى، والثالثة منطقة للاجتماعات داخل خيمة واسعة إلى حد ما قوتها تسمح بتواجد 20 شخصا، المنطقة الرابعة نقطة المراقبة والموزعة بشكل منظم ومحسوبة على حدود المعسكر، يقف عند كل نقطة شاب أو اثنان من أصحاب السن الصغير مدربون على أعلى درجة من الكفاءة لحمل السلاح واستخدامه فى كل الظروف.

يقول أبوجهاد أحد الضباط المنشقين: «نعتمد على التدريبات بالجبال، لتدريب الثوار على أصعب مراحل المقاومة، والتدريب على حمل السلاح يبدأ من سن 18 عاما، وأغلب الشباب ممن تحت السن يعملون فى المعسكر فى نقل الذخيرة أو تأمين خروج المجاهدين».

«لا نجد ما نشترى به طلقات البنادق التى نحملها، وعدد كبير من مقاتلينا يحملون السلاح لأول مرة فى حياتهم»، هكذا قال أبوعمرو، مشيرا لأفراد كتيبة شهداء الإسلام قائلا: «هؤلاء باعوا ممتلكاتهم وذهب زوجاتهم وأمهاتهم ليشتروا بعض الأسلحة، مخاطرين بحياتهم لإلقاء القبض على «الشبيحة»، لاغتنام بعضا من أسلحتهم، ورغم العتاد والمدفعية الثقيلة التى يحتمى خلفها الأسد، فلا يزيدهم سلاح النظام إلا إيمانا بصوت الحق».

تضم الكتيبة 100 فرد كما يقول «أبومحمد»، قائلا: «ليست لدينا خيارات أخرى، الهزيمة خيار غير مطروح، فنحن مستعدون لمواجهة جيش الأسد، رغم قلة الأسلحة المتوفرة لدينا».
ليلتقط طرف الحديث أبوأسامة أصغر مجاهد بكتيبة شهداء الإسلام 16 عاما، استشهد 3 من إخوته وسقط عدد من شباب أسرته فى المعتقلات.. قائلا: كل منا يشارك بطريقته فى الدفاع عن وطنه، منا من باع ممتلكاته لشراء الأسلحة ومنا من انضم للجيش الحر.



انتشار الأسلحة فى أيدى الشعب السورى قضية أثارت العديد من التساؤلات تخوف منها عدد من الدول العربية والغربية على مستقبل سوريا، عنها قال أبوعدى: «بمجرد سقوط النظام وانكفاء آلة حربه عنا، سنسلم أسلحتنا للسلطات الجديدة.

أما عما أثير حول تمويلات الجيش الحر الخارجية من دول عربية قال أبوعبد الرحمن: «بالطبع هناك إمدادات ومساعدات تأتى لنا من بعض الدول العربية، وهو أمر ليس بالسر، فكيف لشعب أعزل لم يعتد على حمل السلاح حتى للحماية الشخصية أن يدافع عن كرامته»، مضيفا: عندما تأتى معونة للثوار تقابلها عشرة للنظام، ففى النهاية لا يوجد تناسب بين القوتين، %60 من السلاح الذى يستخدمه الثوار تمويل ذاتى، بعض الدول تستغل الأزمة السورية ويرفعون أسعار السلاح بحيث ندفع آلاف الدولارات فى شحنة أسلحة لا تكفى كتيبة واحدة».



قيادات الجيش الحر ترفع شعار «لا لعودة المنشقين الهاربين للخارج»
أبوالكرم: مناف طلاس يداه ملطختان بدماء الثوار وغير مقبول بالتشكيل الجديد.. أبونواف: ارتكب الكثير من الجرائم البشعة
دائما يد الله مع الجماعة، هكذا تعمل كتائب الجيش السورى الحر، الجميع له دوره المخصص له، فعندما يكون الجهاد عبادة، ونصرة الحق فرض فعلى الجميع أن يتكاتف على قلب رجل واحد.

أبوعمار أحد أفراد الجيش الحر من كتيبة الجهاد الإسلامى رفض هروب عناصر المنشقين خارج البلاد، واصفا سلوكهم بالجبان، مؤكدا أن دور الانشقاق العسكرى فى إنجاح الثورة لم يحدثه منشقوة قائلا «كل من ينشق لابد أن ينضم للثوار بأرض المعركة، فالمنشق العسكرى أكفأ شخصية يمكن أن تساعد الثوار لخبرته بالعمل العسكرى سواء فيما يخص عقيدة النظام أو فى التدريب العسكرى للشباب». كان يقف بجوار أبوعمار عشرات الثوار، قال أبوعبيد كل ضابط هارب هو منشق عن الثورة وليس النظام»، مضيفا «يكمن هدف الانشقاق فى خلخلة نظام الدولة واهتزاز بنيتها التحتية، وذلك لن يأتى إلا عبر الضغط لذا كان لابد من انضمام المنشقين لصفوف الثوار وليس الهرب. وهو ما أكده عشرات الثوار من كتائب الجيش الحر المجتمعين فى أحد معسكراتهم أثناء قيامهم بالتدريب، حديث الشباب قادنا لنقطة هامة جدا وهى ما يتم تداوله الآن عن بعض الأسماء العسكرية التى انشقت عن النظام ويرد اسمها بقوة للترشح فى الحكومة الجديدة كاسم مناف طلاس.

ما إن سمع الثوار بهذا الاسم حتى جرت الدماء بعروقهم ورفضوه جملة وتفصيلا، حيث وصفه البعض بأنه مجرم بمعنى الكلمة ولا يعتبرونه سوى هارب، قال أبونواف «نفوذ هذا الشخص سمح له بارتكاب الكثير من الجرائم البشعة، فضلا عن نفوذ والده من قبله مصطفى طلاس فهو شخص سلم السلطة على طبق من ذهب لبشار الأسد». ليلتقط منه طرف الحديث أبوالكرم قائلا: «مناف غير مقبول بالتشكيل الجديد فيداه ملطختان بدماء الثوار، ولا يمكن المغفرة له فليطلبها من الله وحده ولكن لا يفكر فيها من الثوار».

الأمر اختلف كثيرا عن البعض فرفضهم لطرح اسم طلاس لم يكن لكونه جزءا من نظام باعتباره وزير الدفاع السورى الأسبق، ولكن لاعتباره صديقا شخصيا للرئيس الراحل حافظ الأسد، وهو ما قد يفتح المجال لعقد صفقة تضمن الخروج الآمن لبشار، فمن جانبه قال أبوخالد «طرح اسم مناف طلاس فى أى تشكيل حكومى جديد يعتبر خيانة للثورة، ووجوده يعتبر فى مصلحه نظام بشار، فهو يعتبر الفرصة الأخيرة لحماية النظام ليس فقط فى شخص بشار وحسب بل فى الحفاظ على استمرار سياسة النظام القمعية».



تخوف آخر يخص تصفية الكوادر المنشقة على أيدى أتباع النظام الحالى، خاصة لانتشار أتباعهم من البصاصين، الأمر الذى انقسم حول أعضاء الجيش الحر، منهم من علا إيمانهم بالنصر وحرصهم على إعلاء سوريا فوق أى مغانم سياسية ومنهم من يؤمن بتلك المؤامرة، أربعة منشقين من الجيش الحر اتفقوا على إقدام الجيش النظامى على تصفية المنشقين، مؤكدين أن الجيش النظامى فى مرتبة مجرم الحرب.

أبوعمرو أحد المنشقين عن الجيش النظامى أكد أنه لا يخشى من تصفيته من قبل النظام السورى قائلا «جيش الأسد مخادع ما عدنا نعرف مع من نتعامل، وعلى من نوجه ضرباتنا، وكثيرا ما فقدنا أشخاصا بشكل استخباراتى».

أما على الجانب الآخر استضعف عدد من أعضاء الجيش الحر فكرة إقدام النظام الأسدى على القيام بتلك الخطوة نظرا لجبنه وعشوائيته، وهو ما عبر عنه أبووضاح قائلا «نظام الأسد جبان كل ما فعله هو القصف العشوائى وبشكل موجه على المدن، فالجميع لديه خونة وعملاء وهو أمر يدل على أنه نظام شارف على السقوط، وكل سورى منشق انضم للميدان».
أزمة الفتنة الطائفية كان كان لها نصيب الأسد، ليس فقط لاستغلال نظام الأسد لهذا الملف على مدار سنوات عملا بمبدأ فرق تسد، وإنما لوجود تخوفات عديدة بين عدد من الدول الداخلية والخارجية باحتمالية إثارة فتنة طائفية بين طوائف سوريا، لوجود احتقان بين طائفة السنة والعلويين على مدار سنوات ولمحاولة التيار الإسلامى لفرض سيطرته على الشارع السورى أسوة الإسلاميين فى تونس ومصر والجزائر.

إلا أن احتمالية نشوب فتنة لم يكن واردا ضمن خطة الطريق لأحرار سوريا، فمن جانبه قال أبوعمار «لا وجود حقيقى للفتنة الطائفية بين أبناء سوريا فهو ملف افتعله النظام وعمل على تغذيته منذ سنوات، وذلك لاحتفاظه بالحكم بحجة أنه الوحيد الذى يستطيع الإلمام بخيوط الفتنة لمعرفته بكل طائفة.

وقبل أن يكمل حديثه بادره بالمقاطعة الشيخ أبوالنور كبير قادة كتيبة الأحرار، نظرا لضرورة انتقال أفراد الكتيبة والانضمام لكتاب الجيش السورى الآخر للمشاركة فى قتال الجيش النظامى بعد هجومه على معبر باب الرياح، وسقوط عشرات الشهداء وآلاف المصابين، فضلا عن بداية نزوح الأهالى أمام أعيننا.



فى أول حوار لجريدة مصرية.. قادة كتيبة عسكرية منشقة يكشفون جرائم جنود بشار
العقيد مصطفى عبدالوهاب: هناك عقيدة بالجيش السورى منذ عام 63 بأنه مخصص لحماية النظام
العقيد عبدالقادر قدور: الانشقاق لم يكن سهلا ليس حبا فى النظام ولكن لانتشار تابعى بشار

القدر وحده جعلنا شهود لحظة انشقاق كتيبة عسكرية بالجيش السورى النظامى بمنزل أحد قيادات الجيش السورى الحر، وتحدث العقيد عبدالقادر مصطفى الشيخ، كبير ضباط منشقى النظام، والعقيد مصطفى عبدالوهاب، قائد سلاح برى، لـ«اليوم السابع»، عن أسرار الجيش السورى النظامى وجرائم جنود بشار الأسد فى حق الثوار والمدنيين.

بعد أدائهم قسم الثورة والانقلاب على بشار الأسد، رفع 8 ضباط بينهم 4 قيادات عسكرية من أسلحة مختلفة، هويتهم العسكرية أمام عدسة كاميرا «اليوم السابع» لإظهار انتسابهم السابق للجبهة العسكرية التابعة لنظام الأسد ليعلنوا بكلمات مقتضبة تنصلهم عن النظام السورى الذى وصفوه «بالنظام المجرم»، داعين الضباط الشرفاء إلى الانشقاق عن الجيش النظامى.. ليختموا حديثهم بالتكبير ثلاث مرات.

العقيد مصطفى عبدالوهاب أكد أن النظام يتعمد قتل المؤيدين له مستخدما عناصر من الجيش النظامى لتشويه صورة الثوار وإظهارهم بصورة قاتلى المدنيين: قائلا «من ستة أشهر كنت مناوبا بإحدى الكتائب وطلب منا أن نقوم بقتل المؤيدين للنظام حتى يقول إن العصابات هى التى قامت بذلك»، مشيرا إلى وجود الكثير من المحترمين المعارضين للأسد لكنهم يخشون الإفصاح عن أنفسهم حتى لا تتم تصفيتهم.

وعن توجه الجيش السورى، قال عبدالوهاب إن هناك عقيدة بالجيش السورى منذ عام 63 بأنه مخصص لحماية النظام، مشيرا إلى أن النظام رفض مطالب الشعب الإصلاحية وتوجه إلى الخيار الأمنى، وتدرج فى المواجهة المسلحة للاحتجاجات الشعبية قائلا: «النظام بدأ باستعمال أسلحة خفيفة حتى وصل إلى الصواريخ، ومتوقع بنسبة %90 أن يتجه إلى السلاح الكيميائى».



لكل نظام ديكتاتورى خدعه وحيله لقمع أصوات المعارضة، ومن تلك الألاعيب التى استخدمها بشار الأسد إصدار قرارات عفو ليست لمعتقلى السجون العسكرية، ولكنها كانت من نصيب البلطجية وتجار المخدرات والقتلة، وهى الشهادة التى أخرجها العقيد المنشق، قائلا: «قرارات العفو طالت البلطجية وتجار المخدرات والقتلة لقمع الثورة والثوار، أما السياسيون فلم يخرجوا من السجون»، وعن تصريحات الرئيس بشار المتضاربة أحيانا والتهكمية أحيانا أخرى، قال العقيد عبدالوهاب: «تصريحات الرئيس تعبر عن أنه ما زال متماسكا لكن الحقيقة عكس ذلك، بدليل استمراره فى قصف المدنيين، وهو ما زاد من معارضيه وانضمام عدد من مؤيديه إلى المعارضة، والضغط كان على، لأنها مدينة صناعية». وعن احتمالية وقوع انقلاب عسكرى قريبا داخل صفوف الجيش السورى، قال العقيد المنشق «الانقلاب العسكرى لن يحدث لأن الجيش مقولب على حماية النظام، وأجهزة الأمن ما زالت قوية جدا داخل البلد، قوات الاسد لم يستخدموا بعد ولو %1 من السلاح الذى يملكونه تحت أيديهم، السلاح الإعلامى سلاح آخر يستخدمه النظام السورى لإحداث تأثيرات واسعة المدى على الشعب السورى وتوجيه الشريحة الكبرى ضد الثوار، الأمر الذى قال عنه العقيد المنشق «النظام كان يستخدم الإعلام لإظهار القوات السورية فى صورة الضحية التى تتعرض للاعتداء والتشويه». من جانب آخر، قال العقيد عبدالقادر قدور، كبير الضباط المنشقين قارئ نص الانشقاق.

وعن اختياره لهذا التوقيت تحديدا للانشقاق قال: «الانشقاق لم يكن سهلا ليس حبا فى النظام ولكن لانتشار تابعى بشار فإذا علم النظام بنية أحد أفراد الجيش فى الانشقاق كان يقتل أو يعتقل، ولكن بعد زيادة الممارسات القمعية وقتل وتهجير الشعب السورى، وزيادة القمع كنا نظن أنها ممارسات وقتية فقط لكن النظام كان يزداد وحشية، فالنظام فى حالة هيجان واضطراب شديدين، لأنه لم يستطع تصفية إلا عدد قليل من الجيش الحر لذا فهو يطيح بمدفعياته بعشوائية ضد المدنيين.

وعن هروب المنشقين العسكريين لخارج البلاد وعدم انضمامهم للجيش السورى الحر قال: «كل شخص تنصل من تقديم المسؤولية للثورة خوفا على حياته من البطش أرفض عودته والتحدث باسم الثورة» وفيما يخص أى المصيرين يفضلهما قدور لبشار، مصير القذافى أم مصير مبارك، قال قدور: «إذا لم يخضع بشار لمحاكمه عسكرية عادلة وتتم محاكمته كمجرم حرب فسيكون مصيره كمصير القذافى، ويتحقق القصاص العادل على يد الشعب، فمبارك لم يقتل الشعب بقدر ما قتلهم القذافى، لذلك يجب أن يقتل بشار على يد الشعب». أما عن الملف الطائفى واستغلال النظام السورى له، والعمل على تأجيجه على مدار سنوات وما يتبعه من تخوفات لنشوب فتنة طائفية فى حال سقوط النظام، قال قدور: «الاحتمالات غير مطمئنة لأن الطائفة العلوية مرغمة على الوقوف فى هذا الموقف، لكن بعد سقوط النظام، أمر يحتمل توجيهه الانتقام ضد كل من تلطخت يده بالدماء سواء كان علويا أم سنيا أم مسيحيا، لكن لا أتوقع حربا طائفية، لأننا متعايشون فى نسيج الوطن الواحد»، وفيما يتعلق بما يتردد عن تصفية النظام السورى للمنشقين المنضمين للميدان، أكد قدور وجود مخطط بالفعل لتصفية المنشقين، وأكبر مثال على ذلك حسين الهرموش.



كيف يصل المتطوعون للجهاد من مصر وليبيا وتونس إلى دمشق؟
مصادر: عناصر مصرية وليبية وتونسية انضمت تطوعًا لصفوف الجيش الحر من كل الجنسيات لخدمة الثورة السورية

عناصر جهادية من دول عربية مختلفة جاءت من أقصى الشرق لأقصى الغرب، قطعوا آلاف الأميال رغم استقرار أوضاع بلادهم وتشكيل حكوماتهم التى جاء بعضها عن فكر ثورى حقيقى والبعض الآخر لاتزال بلاده فى مرحلة المخاض الثورى، فإن جميعهم اجتمعوا تحت هدف واحد وهو نصرة الثورة السورية. معلومة ليست بالمؤكدة تداولتها صحف عربية وغربية عديدة حاولنا التحقق منها خلال وجودنا بسوريا، عن وجود عناصر عربية متعددة الجنسيات من مجاهدى مصر وتونس وليبيا بين صفوف الجيش السورى الحر يقاتلون نفس العدو رغم اختلاف انتماءاتهم الوطنية، الأمر الذى استوقفنا كثيرا خلال رحلتنا بسوريا، لماذا قد يأتى شخص نجا من موت محقق وقريب على أيدى حكامه، ليذهب وبإرادته المطلقة للقتال بمعناه الحقيقى مع نظام أكثر شراسة وعنفا، يعرف عنه انتماءاته النازية وميوله الدموية الشرسة. قد نفهم انضمام مجاهدين مصريين إلى الثورة الليبية أو العكس فحدود البلدين متقاربة جدا والانتقال منها وإليها أمر سهل لن يستغرق ساعات، ولكن سوريا الشقيقة تبعد عن الحدود المصرية آلاف الأميال تفصل بيننا وبينهم جبال وبحار ودولة أخرى تتحدث لغة ليست بلغتنا. وهو أمر يعيدنا بالذاكرة لمشهد انضمام العديد من مجاهدى الدول العربية إلى حرب الشيشان بالتسعينيات تحديدا بين عامى عام 1996:1994 بين روسيا والشيشان أو حرب أفغانستنان عام 2001 بين قوات الاحتلال الأمريكى والمجاهدين الأفغان شنت كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر، وأثير عدد من الأسئلة، هل هناك تنسيق واضح ومنظم بين مجاهدى الدول العربية، هل هناك ميليشيات خفية تعمل بهدف محدد وأيديولوجية واحدة قد تكون مرجعية إسلامية متشددة؟ أبوعمار أحد المجاهدين بالجيش السورى الحر يعمل من تركيا أحيانا ومن سوريا أحيانا أخرى، مهمته تجميع المعونات للمقاومة السورية من رجال الأعمال أكد لنا تلك المعلومة، قائلا «بالطبع هناك بعض العناصر من دول عربية مختلفة جاءت متطوعة للاشتراك فى الجهاد السورى ضد ميليشيات بشار التى تدك شعبا اعزل، وانضمام العناصر الجهادية أمر وارد وطبيعى ويحدث فى كل الثورات العربية، كما حدث فى ثورة ليبيا وتونس وحتى مصر، وهو عُرف بين المجاهدين فى الدول العربية».


إلا أنه نفى تماما أن تكون تلك العناصر مأجورة أو موجهة من قبل جهة لأى مصالح بل هى فئة شعبية جاءت متطوعة لمساعدة الشعب السورى فى معركة التحرير -على حد تعبيره، وعن طريق تواصل مجاهدى الدول العربية ببعضهم البعض وتحديد طرق التقائهم ووسائلها رفض أبوعمار التحدث عنها، أو الخوض فى أى تفاصيل تتعلق بها. مسألة وجود عناصر غير سورية ضمن صفوف المجاهدين والثوريين أمر تحدث فيه أكثر من مصدر داخل سوريا وخارجها، بعضهم اعتبره واجبا عروبيا على الجميع، والبعض الآخر تحدث عنه ووصفه بالعقيدة الجهادية الموحدة. وهو ما وصفه الشيخ أبوماجد أحد عناصر الجيش السورى الحر وقائد كتيبة الجهاد، قائلا «العقيدة الجهادية بين أبناء الجهاد فى الوطن العربى عقيدة متماسكة، تقوم على التوحد لنصرة المسلمين. حاولنا الوصول لتلك العناصر للتأكد على أرض الواقع من وجود تلك العناصر والاقتراب أكثر من عقيدتهم الجهادية التى قد تدفع إنسانا نجا من موت محقق فى مواجهة أنظمته القمعية ليلقى بنفسه لنظام أكثر شراسة، ولكن حرصا على سلامتهم الشخصية وعلى أمان عائلاتهم ببلادهم حتى لا يتعرضوا للاضطهاد المباشر. وهو ما أكده الشيخ جهاد وضاح -اسم مستعار لكبير قادة كتيبة لواء الحق- مشيرا إلى أن أى كشف لهوية هؤلاء الضباط سوف يعرضهم للبطش والتنكيل المباشر هم وذويهم من النظام السورى ومن أجهزته الاستخباراتية بموطنهم الأصلى.












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق