شارك مع اصدقائك

14 يونيو 2012

والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية أولوياتى... محمد مرسى فى حوار صريح: مرشد الإخوان لن يكون له وضع خاص فى مؤسسة الرئاسة.. وسأتصدى لأزمات الانفلات الأمنى وطوابير الخبز خلال المائة يوم الأولى.. ولن أتقيد بحدود لتحقيق أهداف الثورة





أخطاء وخطايا الأجهزة الأمنية فى عهد مبارك لن تتكرر فى عهدى

لن نحتكر السلطة.. وأسعى لتشكيل حكومة ائتلافية موسعة تضم كل أطياف الجماعة الوطنية والقوى الشبابية والثورية بعد الانتخابات

أكد الدكتور محمد مرسى، المرشح لرئاسة الجمهورية عن حزب الحرية والعدالة، أن «الإخوان» لن تكون مرجعية رئاسية له حال فوزه فى الانتخابات، مشيرا إلى أن وضع المرشد سيكون مثل وضع أى مواطن مصرى، من حقه علىّ أن يعترض ويشير ويؤيد فقط، دون أن يكون له فى مؤسسة الرئاسة أى مزايا خاصة أو كلمة عليا.

وقال «مرسى» إنه لن يتقيد بأى حدود فى السعى لتحقيق أهداف الثورة، مؤكدا سعيه لتطبيق شعار «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» خلال المائة يوم الأولى، بالتوازى مع حل الأزمات التى يعانى منها الناس، وفى مقدمتها تراجع الأداء الشرطى، وغياب الأمن والاستقرار، وتدنى ونقص الخدمات الصحية، ورغيف الخبز، والازدحام المرورى، وانتشار القمامة.

وأوضح المرشح الرئاسى أن علاقته بأجهزة الأمن والجيش حال فوزه بالرئاسة سيحكمها الدستور وحسن الأداء، مشيراً إلى أن الأخطاء والخطايا التى وقعت فيها بعض الأجهزة الأمنية لن تتكرر لسببين، أولهما أن جهاز الشرطة يغلب عليه الشرفاء، والذين يصححون الصورة الآن، والسبب الثانى هو أن كل فرد فى شعبنا لا ولن يقبل بعد ثورة 25 يناير أن يهينه شرطى أو ضابط شرطة.. وإلى نص الحوار..

فى جملة الانتقادات التى توجه لكم، الخوف من العلاقة مع جماعة الإخوان بما يمكن اعتبارها مرجعية خاصة لكم فى إصدار القرارات وصنع التوجهات السياسية؟

مرجعية رئيس مصر فى حال فوزى إن شاء الله ستكون الدراسات، وتقدير المواقف التى تبحثها وتقررها مؤسسة الرئاسة بمختصيها وخبرائها. جماعة الإخوان لن تكون مرجعية رئاسية لى عند صنع القرارات ورسم السياسات بأى حال، وهذا لا يعنى أننى أتبرأ من المدرسة الأخلاقية والروحية التى أسهمت فى تشكيل عقول الملايين على الوطنية، وحب الوطن، والتضحية من أجله بالغالى والنفيس.

كيف سيكون وضع مرشد الجماعة.. هناك من يستدعى نموذج إيران.. مرشد للثورة.. ورئيس دولة.. هذه قضايا تحتاج إلى حسم واضح؟

وضع المرشد هو كوضع أى مواطن مصرى بالنسبة لى، المواطن المصرى من حقه علىّ أن يعترض ويشير ويؤيد، أكثر من ذلك ليس للمرشد فى مؤسسة الرئاسة والرئيس أى مزايا خاصة، أو كلمة عليا.

ما حدود تطبيق أهداف الثورة فى حال فوزكم، وما هى الأولوية الأولى التى ستتخذونها لطمأنة الشعب المصرى؟

لا حدود لدى فى السعى لتحقيق أهداف الثورة، العيش والحرية والعدالة الاجتماعية هى أولوياتى، والتصدى للأزمات التى يعيشها الناس ستكون له خطة عملية، بحيث نقضى عليها فى المائة يوم الأولى إن شاء الله، وأقصد بتلك الأزمات: تراجع الأداء الشرطى، واستشعار الناس غياب الأمن والاستقرار، وتدنى ونقص الخدمات الصحية، ورغيف الخبز، والازدحام المرورى، وانتشار القمامة.

أمامنا حالة تواجد للحزب الوطنى فى مفاصل الدولة، فكيف ستتعاملون معها، وهل ستلجأون إلى تغيير جذرى مع هؤلاء، أم أن هناك خططا تدريجية لديكم فى ذلك؟

الحزب الوطنى فى حقيقته لم يكن حزبا بالمفهوم الدقيق للحزب فى علم السياسة، نستطيع اعتباره شبه حزب اختطفته عصابة من الانتهازيين والمنتفعين، هؤلاء لا يمثلون قطاعا عريضا بل بضع عشرات أو على الأكثر بضع مئات، هؤلاء فقط هم من أجرموا ونهبوا وارتكبوا جرائم تستوجب المحاكمات، باقى من انتموا للحزب من عوام الناس أو من بعض النخب لا مشكلة بيننا وبينهم.

دكتور محمد.. دعنا نتحدث صراحة فى ذلك، فهناك من يقول إن بصعودكم إلى الرئاسة، سيكون توجهكم إلى السيطرة على أجهزة الأمن الداخلى، ثم الجيش بهدف السيطرة الكاملة على مفاصل الأمن من أجل ضمان السيطرة على أجهزة الدولة الحيوية، وفى هذا السياق يخشى البعض من تكرار سيناريو عام 1954؟

علاقتى بأجهزة الأمن والجيش يحكمها الدستور وحسن الأداء. الأخطاء والخطايا التى وقعت فيها بعض الأجهزة الأمنية لن تتكرر لسببين: الأول أن جهاز الشرطة يغلب عليه الشرفاء والذين يصححون الصورة الآن. والسبب الثانى هو أن كل فرد فى شعبنا لا ولن يقبل بعد ثورة 25 يناير أن يهينه شرطى أو ضابط شرطة. الدول المتقدمة لديها أصول وقواعد وخبرات فى هذا الصدد، وقد درسنا بالفعل ما توصل إليه هؤلاء ولن نكون أقل منهم إن شاء الله. الشرطة المحترفة تخدم الشعب وتلتزم باحترام الناس وحقوق الإنسان حتى لو كان متهما، الجيش هم إخوتنا وأبناؤنا الذين يضعون أرواحهم على أكفهم لحماية مصر حدودا واستقرار.

تحدثت عن حقوق الأقباط والمرأة بدرجة منفتحة، غير أن هناك من يعتبر ذلك خطابا انتخابيا أكثر منه حقيقة، فما الضمانات التى تقدمها فى هذا الأمر؟

الأقباط والمرأة ليسوا جددا علىّ أو على الحزب الذى أرأسه. تاريخنا القديم والمعاصر يشير إلى أننا أكثر من احترموا حقوق الأقباط والمرأة. نائبى كرئيس لحزب، أستاذ وعالم اجتماع سياسى قبطى هو الدكتور رفيق حبيب، ونحن ككل المسلمين نتعبد ونصلى بآيات القرآن الكريم التى تأمرنا بالبر والقسط بأهل الكتاب، «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، وقد كنا أكثر من رشح المرأة فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، المرأة لدينا هى حفيدة السيدة خديجة سيدة الأعمال التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موظفا عندها، المرأة المصرية نصف المجتمع الذى يربى ويخرج الأجيال ويرعى النصف الآخر، المرأة مصانة محترمة لا حجر عليها، ولا تفرقة ضدها بسبب الجنس أو اللون أو الملبس. انظروا إلى علاقتنا بالمرأة فى تجربتنا بالنقابات والمستوصفات والجمعيات الأهلية فى المدن والأرياف.

هناك قضايا ملحة طرحت نفسها، مثل العلاقة مع القضاء، واتهامات قطاع منه لجماعة الإخوان بمحاولة تدخلها فيه، ألا يبشر ذلك بمخاوف أكثر فى العلاقة معه فى حال فوزكم؟

القضاء المصرى سيكون مستقلا استقلالا كاملا، ولم ولن أسمح لأحد أن يتدخل فى شأن القضاء لأنه ضمان العدل الذى هو ميزان الحكم الرشيد.

طغيان اللون السياسى الواحد على مصر، هو أكثر المخاوف فى حال فوزكم، وتبنى هذه الرؤية على أساس أن فى يد الجماعة أغلبية برلمانية، فهل يمكن مثلا أن تبدد هذه المخاوف فى حال فوزكم بتشكيل حكومة تضم كل الأطياف السياسية وتقودها شخصية من خارج حزب الحرية والعدالة؟

سبق أن أوضحت أننى بصدد تشكيل حكومة ائتلافية موسعة تضم كل أطياف الجماعة الوطنية والقوى الشبابية والثورية.

تطرح نفسك الآن كمرشح للثورة، بينما تتهم فصائل من الثورة جماعة الإخوان بأنها تخلت عنها فى فترات سابقة، واتهمتها باتفاقات سرية مع المجلس العسكرى على حساب مطالب الثورة، فما هى السبل الكفيلة بإعادة الثقة مع هؤلاء؟

لم نتخل فى يوم من الأيام عن الثورة المصرية، منذ يومها الأول، ونحن فى كل فعالياتها وكل نضالها وإذا كانت الاجتهادات السياسية قد أحدثت بعضا من سوء الفهم لبعض المواقف فقد أوضحنا ذلك، ومازلنا نعمل مع كل القوى الوطنية لاستكمال أهداف الثورة.

ما موقف من شباب الثورة إذا توليت مسؤولية الوطن؟ وهل سيكونون فى مفاصل الدولة الرئيسية؟

بالتاأكيد فهم يمثلون لى شخصيا المستقبل والحيوية التى يحتاجها مشروع نهضة بلدنا وسيكونون معى فى مؤسسة الرئاسية والوزارة.

ما حقيقة ما أثير عن مفاوضات بينكم وبين قطر عن طريق رئيس جهاز المخابرات القطرى، وهل هل هناك نوايا نحو تأجير قناة السويس لهم؟

هذا الكلام عار تماما عن الصحة ولم يحدث.

أين سيكون موقع خيرت الشاطر منكم بعد توليكم الرئاسة؟

خيرت الشاطر مواطن مصرى مثل كل المصريين الشرفاء الذين ضحوا من أجل مقاومة الاستبداد والفساد فى العهد السابق، وهو صاحب خبرات يمكن أن يفيد بلده فى مجالات متعددة.

بالنسبة لانتخابات المحليات القادمة هل ستشاركون باقى القوى الثورية فى قائمة موحدة وترفعون شعار «المشاركة لا المغالبة»، أم ستكررون سيناريو انتخابات الشعب والشورى؟

نحن أول من طرحنا قوائم موحدة فى التحالف الديمقراطى، ونتمنى أن يكون هناك ائتلاف حقيقى لكل القوى الوطنية والثورية.

كيف ستتعاملون مع بلدان الخليج التى انتقدت الوضع الذى انتهى إليه مبارك، وعرض بعض منها تقديم معونات كبيرة فى مقابل عدم سجن الرئيس المخلوع؟

أنا سبق وقلت إن أمن مصر القومى كما هو موجود فى العمق الأفريقى ومنابع النيل، هو موجود فى المحيط العربى والخليج العربى، والمصالح المشتركة بين الدول العربية يجب أن تدعم، ويجب أن تذوب أى خلافات وصولا لتعاون عربى حقيقى.

هل يمكن أن تضطر إلى إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية على أسس دينية وعقائدية خاصة بما يتعلق بإسرائيل، نقصد، هل يمكن أن تستعيد أجواء الحرب مع تل أبيب تنفيذاً لهذه الأجندة الدينية دون حساب للمصالح الوطنية ربحاً وخسارة من الناحيتين الاقتصادية والأمنية؟

أولوياتى وفق برنامجى الرئاسى هو إعادة بناء بلدى على الصعيد السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وهذه حسابات المصالح الوطنية كما أفهمها، ولن نسمح لأى طرف أن يعيقنى عن المستقبل.

هل نحن جاهزون لحرب مع إسرائيل خلال فترة ولايتك؟

نحن نعمل لبناء بلدنا وسنعمل بكل قوة من أجل مستقبل أفضل لشباب مصر، وكلى ثقة أن الجيش المصرى قادر على ردع أى اعتداء.

هل تتحسبون لفكرة قيام إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة لجر مصر إلى أى نوع من المواجهة الإقليمية بحجج خارجية أو بتعقيدات داخلية؟

أنا اأتصور أنه ليس فى مصلحة أى طرف أن تتورط أى قوة قى مواجهة إقليمية، لأن ذلك سيكون له تأثير بعيد المدى على مستقبل المنطقة، خصوصا تلك القوى التى لا تحترم الاتفاقات والمعاهدات الإقليمية والاتفاقات الدولية.

لماذا انتهت حواراتكم مع المرشحين حمدين وأبوالفتوح بلا نتيجة مؤثرة وطنية، وكيف تقيم موقف هؤلاء المرشحين السابقين منك فى جولة الإعادة؟

الحوارات مع المرشحين السابقين كانت موضوعية وشديدة الثراء وتصب فى صالح الجماعة الوطنية، وقد خرجنا منها بعدة تفاهمات خاصة بالضغط الشعبى لتطبيق قانون العزل والقصاص العادل لدماء الشهداء كما اتفقنا على استمرار الحوار فى بقية النقاط.

الصحافة والإعلام يتحسبان لموجة انتقامية من الجماعة فى حال وصولكم للسلطة، خاصة أن ما يصدر عن الجماعة يشير إلى حالة من الغضب والتجريح فى الصحف والفضائيات؟

أنا مع حرية الإعلام ومع موضوعية الإعلام وقد صرحت أكثر من مرة، وأوكد على ضرورة أن يلتزم الإعلام بميثاق الشرف الذى تقره الجمعية العمومية للصحفيين والإعلاميين وأن يكون الإعلام حاميا لصحيح القانون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق