برنامج اخر الكلام تقديم يسرى فودة على قناة OTV حلقة الثلاثاء 13/9/2011 يوتيوب كاملة
آخر كلام: زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
كرامة جمال عبد الناصر و دهاء أنور السادات و لا شيئ من حسني مبارك. هكذا يكون رجل الدولة خادم شعبه متحدثاً باسمه من القلب.
رجب طيب أردوغان طيب الله أوقاتكم. في يوم واحد زار قبر الجندي المجهول و مقابر شهدائه و التقى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة و تحدث أمام جامعة الدول العربية و زار الأزهر الشريف و اجتمع برئيس الوزراء و وقع عدداً من الاتقاقيات المشتركة و ألقى كلمة في دار الأوبرا و تعشى في أحد الفنادق مع رجال الأعمال. هذا كله في يوم واحد و هذا كله لا يأتي إلا من رجل دولة أتى به شعبه يدرك حجم بلده و يستطيع أن يضعها في جملة مفيده و يصنع التاريخ.
بعد أسبوع شمل من بين ما شمل طرد سفير الإسرائيليين من أنقرة بقرار من الحكومة التركية و فرار زميله من القاهرة بقرار من الشعب المصري، يأتي رئيس وزراء الباب العالي رجب طيب أردوغان إلى بلد اسمه باللغة التركية مصر في زيارة حافلة رفيعة المستوى ستثير في نفوس البعض آمالاً عراضاً مثلما ستثير في نفوس البعض الآخر قلقاً لا مفر منه. يسقط علم الإسرائيليين من على سفارتهم بينما ترتفع هذه الصورة.
أردوغان تركيا في مصر بالخط العريض معاً يداً واحدة من أجل المستقبل على جسر يحمل في نفوس المصريين و العرب ذكرى عزيزة: السادس من أكتوبر.
معاً إذن يداً واحدة من أجل المستقبل، و لكن أي مستقبل؟ يوحي جدول الأعمال و ضخامة الوفد و ما سبق الزيارة بمشهد يبعث على الفرحة، كأن مصر الثورة عروس تستقبل عريساً ثرياً انتظرها طويلاً إلى أن شبت عن الطوق. مهرها غال لكن من يخطب الحسناء لم يغلها المهر و هم قادرون بكدهم و بذكائهم و بما أدركوه. هكذا لا يبقى أمامنا رغم أنف الغريم و العزول و المتطفل سوى السؤال: هل تقبل العروس؟ سنمر على الشبكة و على باقات الورود و على قائمة المدعوين و على قائمة الطعام و على غيرها من تفاصيل في ختام يوم حافل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق