شارك مع اصدقائك

03 ديسمبر 2013

تغير واضح فى سياسة أمريكا تجاه القاهرة بعد التوجه شرقا وكتابة الدستور..السفير المصرى:ترتيبات لاستئناف المساعدات وأمريكا لا تعتمد على الإخوان..وسفارة واشنطن:الراغبون بوفاة علاقاتنا بمصر سيأسفون جدا



اوباما

وكالات الأنباء
بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، والتى مثلت تغيرًا فى اللهجة الأمريكية تجاه ثورة 30 يونيو بعدما أكد أن الشباب هم من صنعوا الثورة وسرقتها منهم جماعة الإخوان وأن الجيش المصرى نفذ الإرادة الشعبية بخلع محمد مرسى بعد مليونيات "30 يونيو"، وبعد توجه مصر ناحية روسيا وانتهائها من كتابة الدستور خرجت إشارات من واشنطن والقاهرة تؤكد أن العلاقات فى طريقها للتحسن بعدما عقدتها تصرفات إدارة أوباما حينما دعمت جماعة الإخوان عقب ثورة 30 يونيو.

فمن جانبه أكد السفير محمد توفيق، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، أن الموقف الأمريكى من الأوضاع فى مصر تحسن كثيرًا، وأصبحوا يتفهمون إرادة الشعب المصرى، لافتًا إلى أن "الكونجرس" يدرس منح الرئيس "أوباما" تفويضًا لاستئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.

وأضاف: "ربما يصدر خلال وقت قليل تعليق من الإدارة الأمريكية حول الانتهاء من أعمال لجنة الخمسين لإعداد الدستور"، مضيفًا: "نعمل مع الجانب الأمريكى فى إطار الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة".

وقال توفيق، إن هناك حوارًا قائمًا الآن بين الكونجرس والإدارة الأمريكية حول الموقف من مصر، وقضية تأجيل المساعدات العسكرية.

وأشار "توفيق" إلى أن السفارة المصرية اطلعت الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس على الترتيب الزمنى لخارطة الطريق والعملية السياسية بعد ثورة 30 يونيو، مضيفًا: "وأوضحنا لــ"أمريكا" أن التقارب المصرى الروسى الأخير لا يمس العلاقات مع الولايات المتحدة".

وشدد سفير مصر بالولايات المتحدة على أنه لا يجوز أن نستأذن أى طرف خارجى ولا أمريكا فى أى خطوة تخص خارطة الطريق أو العملية السياسية الحالية فى مصر، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لم تصف ثورة يونيو بالانقلاب العسكرى، وهذا لم يحدث أبدًا، على حد قوله.

ونفى توفيق، أن يكون حدث أزمة بينه وبين أى من المسئولين بالإدارة الأمريكية، حول تصريحات رئيس الوزراء والتى أكد فيها أن واشنطن لو صدر عنها مثل التصريحات التى صدرت عن رئيس وزراء أردوغان فإن سيتم التعامل مع الولايات المتحدة بنفس النهج، موضحًا أن فهمه لهذه التصريحات يأتى فى سياق دفاع مصر عن سيادتها وعدم تدخل أى طرف دولى فى شئونها الداخلية.

واستبعد السفير المصرى بالولايات المتحدة، أن تكون هناك خطة أمريكية للاعتماد على جماعة الإخوان المسلمين، فى العالم العربى لإعادة ترتيب الشرق الأوسط، مشددًا ثقته فى أن الإدارة الأمريكية الحالية أو القادمة أو أى إدارة أمريكية ستتعامل مع الحكومة المصرية القائمة لكون مصر مركز ثقل الشرق الأوسط.

وفى المقابل أكد مفيد ديك الملحق الصحفى المتحدث الجديد باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، أن مصر هى أساس الاستقرار والسلام والازدهار بالمنطقة، معربا عن ثقته فى أن مصر سترجع إلى وضعها القائد بالمنطقة وعلى مستوى العالم.

وأكد المتحدث الجديد للسفارة الأمريكية، أنه واثق كذلك من العلاقات المصرية الأمريكية، لأنها علاقات طويلة وقديمة ومتشعبة وتقوم على أساس المنفعة المتبادلة بين الشعبين، مشيرا إلى أن الكثيرين كتبوا مؤخرا كتابات "تنعى" العلاقة بين الجانبين.. وقال مفيد ديك "هؤلاء سيأسفون جداً على ذلك".

وأضاف أننى متأكد أن هذه العلاقة بين البلدين ستظل موجودة رغم كتاباتهم (من ينعون العلاقات المصرية الأمريكية ).. وأضاف "لهؤلاء أقول إنهم سيعون بعد أشهر أنهم سيأسفون وأنا لن أبكى عليهم، لأن كلامهم لن يتحقق، فهم يحاولون تصور شروخ فى هذه العلاقة".

وأشار المتحدث إلى أن الخلافات تكون بين الأصدقاء والحلفاء، وخاصة بين الأنظمة الديمقراطية، وأن ما يميز علاقات البلدين أن هناك مصالح، وأن المشاكل نحلها عبر الحوار.

جاء ذلك فى كلمة مفيد ديك خلال حفل الاستقبال الذى أقامته باتريشيا كابرا المستشار الثقافى والصحفى للسفارة الأمريكية مساء أمس، للترحيب به فى بداية مهمته بمصر.

وقال الملحق الصحفى المتحدث باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، "إننى أطمئن الجميع أن علاقاتنا قوية راسخة، وتتخطى المساعدات، وتقوم على أساس الاحترام المتبادل بين الشعبين والحكومتين"، معربا عن اعتقاده بأنه سيتم تجاوز أى مشكلات إذا لم يكن قد تم تجاوزها بالفعل.
وتابع قائلاً، إننى سعيد للتواجد فى مصر أم الدنيا هذا البلد العظيم، ووسط هذا الحشد من الصحفيين، مشيرا إلى أن له صداقات كثيرة فى مصر ومع صحفييها وإعلامييها.

وأضاف المتحدث الجديد باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، أن مصر بلد عظيم، ليس فقط لأنه توجد بها الأهرامات وقناة السويس والسد العالى، بل هى عظيمة بشعبها.. بالمصريين أمثال نجيب محفوظ وطه حسين وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم.

وأشار إلى أنه بالرغم من كل الأشياء التى نسمعها خلال الشهرين الماضيين، فإنه متفائل بمستقبل مصر التى عاشت أكثر من ستة آلاف عام وسوف تعيش مثلها سبعة آلاف عام أخرى.. وقال إن باحثا أمريكيا عربيا أجرى قبل أسبوع بحثا عن مصر، أشار فيه إلى أن أكثر من ثمانين بالمائة من المصريين مطمئنون لمستقبل بلدهم.

ووجه مفيد حديثه للصحفيين والإعلاميين المصريين قائلا، أنكم تعيشون فى مرحلة من أهم مراحل تاريخ مصر الحديث.. مرحلة انتقال مصر من النظام القديم إلى الديمقراطية على أساس استيعاب جميع المصريين.. وسوف تدخلون التاريخ لأنكم رسمتم مستقبل مصر الجديد، مؤكدا أهمية التحلى بالموضوعية والاستقلالية والحيادية والدقة.. وطالب الصحفيين المصريين بعدم الدعوة لفئة معينة، وأن يكونوا فى المقابل مستقلين، وأن يحاولوا أن يثقفوا الشعب ويعلموه بقضاياه الهامة.

وأكد المتحدث أهمية ابتعاد الصحفيين عن صحافة التأييد، وأن يقتربوا من صحافة النقد والموضوعية، لأن الشعب يعتمد عليهم وهو من يحاسبهم، مؤكدا أهمية أن يرتقوا بمستوى الصحافة المصرية، لتكون نموذجا يحتذى للعالم العربى والدول التى تشهد الربيع العربى وغيرهم.