وكشفت المصادر، أن لجنة جرد القصور الرئاسية، التى أصدر قرار تشكيلها المستشار محمد عبد العزيز الجندى، وزير العدل الأسبق، فى 23 فبراير عام 2011 برئاسة المستشار أحمد إدريس قامت بمأمورية سرية داخل قصر الرئاسة بمصر الجديدة وديوانه، وتمكنت اللجنة، التى كانت تضم خبراء كسب غير مشروع ومخابرات عامة ومخابرات حربية والأمن القومى، من ضبط عدد كبير من المستندات والأوراق التى تبين معظمها مكاتبات سرية بين الرئيس السابق إلى كل أجهزة الدولة ورئيسى مجلسى الشعب والشورى والقضاء ومجلس الوزراء وأجهزة سيادية أخرى والتى تحدد سياسة الدولة منذ تولى مبارك منصب رئيس الجمهورية، وحتى يوم التنحى فى 11 فبراير عام 2011.
كما تتضمن هذه المستندات جميع لقاءات الرئيس السابق بملوك وروساء الدول الأجنبية وبعض الأجهزة السيادية فى دول عربية وان هذة الأوراق تسجل كافة تفاصيل زيارات الرئيس السابق خارج البلاد والمسئولين الذين كان يتقابل معهم، بالإضافة إلى لقاءات بعض مسئولى النظام السابق فى الخارج، فضلاً عن أوراق تم ضبطها بمكتب سكرتارية مبارك وزكريا عزمى رئيس الديوان والتى تحدد لقاءات الرئيس الأخيرة وكافة الأمور المتعلقة بالرئيس فى هذا التوقيت.
وتكشف مستندات أخرى، أن الرئيس السابق قام بالتخطيط مع أجهزة أمنية بالدولة لإفشال إضراب 6 إبريل عن طريق العنف واستفزاز الرأى العام من القائمين بعمل الإضراب والقبض على كافة من خرجوا فى تلك التظاهرات بهدف إفشال أى مظاهرات، كما تم العثور على أوراق توضح كيفية تعامل الأجهزة الأمنية مع حركة كفاية وقيادتها.
وتوضح أيضاً بعض المستندات التى تم ضبطها إجراء مبارك العديد من الاتصالات ببعض مسئولى النظام السابق، خاصة أوقات الثورة المصرية، والتى كان مبارك يخاطب فيها كافة جهات الدولة للاطمئنان على الأوضاع ومدى نجاح هذة المظاهرات التى خرجت تندد بالأوضاع المعيشية والاقتصادية أو فشلها.
وتضمنت الأوراق المضبوطة أيضاً مكاتبات ولقاءات للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات والتى تحدد لقاءاتهم مع رؤساء دول اجنبية وكذلك كافة مخاطباتهم.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المستندات والمكاتبات تم التحفظ عليها داخل غرف بقصر الرئاسة وفى ديوان الرئاسة فى حراسة الحرس الجمهورى، وهى من المستندات السرية للغاية، وتم تحرير محضر بذلك، وتم تسليمها إلى الدكتور محمد مرسى بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية.
ويبلغ عدد الأوراق التى تم ضبطها ما يقرب من مليون ونصف المليون ورقة تلخص جميع ما كان يحدث خلف الكواليس بقصر الرئاسة وكافة مؤسسات الدولة ومصر فى الداخل والخارج وسياساتها الخارجية التى اتبعتها مع إسرائيل وأمريكا وإيران وحركة حماس والدول العربية.
كما جاء بالمستندات ما يخص دور مصر فى حفظ السلام فى الكويت بعد غزو العراق لها فى التسعينيات، وكذلك دور مصر فى حرب الخليج الأولى.