شارك مع اصدقائك

23 يناير 2012

اخر تفاصيل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك المتنحى اول باول - صور - فيديو - تقارير - الاثنين 23 يناير 2012 - تأجيل محاكمة مبارك والعادلى إلى الغد - البطاوى: أحكام القضاء لا علاقة لها بالأهواء بل مستندات وأدلة.. وتم الاستيلاء على الملابس العسكرية من عناصر خارجية بحسب أقوال عمر سليمان.. والداخلية كان بها مخزن سلاح ولم تستخدمه ضد المتظاهرين

وصول مبارك لبدء محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين


وصل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك على متن طائرة هيلكوبتر إلى مقر محاكمته، بأكاديمية الشرطة، وحضر قبله كل من ابنيه علاء وجمال، واللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، و6 من كبار مساعديه، لحضور جلسة محاكمتهم فى قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام.

وكثف رجال الشرطة من تواجدهم أمام أكاديمية الشرطة، بالتنسيق مع القوات المسلحة، لتأمين مقر المحكمة والفصل بين أهالى الشهداء ومؤيدى الرئيس السابق الذين تجمعوا منذ الصباح الباكر.


* الخضيرى: مبارك لم يعد رئيسًا.. هو إحنا كنا بنلعب؟


سخر المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق وعضو مجلس الشعب، من مرافعة فريد الديب عن الرئيس المخلوع، وادعائه بأنه ما زال رئيساً لمصر، وقلل من أهمية هذه الدفوع، وقال إنها لا تزعجه، وتساءل: "هو إحنا كنا بنلعب؟"، ووصف هذه الدفوع بأنها أقرب إلى النكات، وقال إن هناك اتهامات أكثر فى انتظار الرئيس المخلوع من تلك التى وجهتها النيابة له، وطالب المحامين الكويتيين المتطوعين عن مبارك بأن يتراجعوا عن مساندة رجل وصفه بأنه "فاسد وظالم وأفسد الحياة السياسية 30 عاماً"، واستنكر تشبيه الدكتور فيصل العتيبى، رئيس هيئة المحامين الكويتيين، فى مداخلة مع البرنامج، لمهمتهم فى الدفاع عن مبارك، بدفاع المحامين المصريين عن صدام حسين.

وأضاف "الخضيرى"، خلال حواره مع الإعلامى محمد سعيد محفوظ فى برنامج "وماذا بعد؟" على قناة "أون لايف"، أن أسر الشهداء لهم حق التعويض المادى والمعنوى وحق القصاص، وأبدى اعتراضه على محاكمة رموز نظام مبارك فى محاكم عادية، وقال "للأسف رضينا بالمحاكم العادية منذ البداية، ولا يمكننا التراجع"، مشيراً إلى أنه سيتبنى مشروع قانون محاكمات استثنائية للثورة ضد رموز نظام مبارك على الجرائم التى لم يحاكموا عليها بعد، حال فوزه برئاسة اللجنة التشريعية فى مجلس الشعب.

وقال إن الأخطاء التى وقع فيها المجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية لا يمكن العفو عنها، لكنه طالب الثوار بعدم الصدام مع المجلس فى الفترة المقبلة، وقال موجهاً خطابه للثوار: "اتركوا لنا فى البرلمان هذه المهمة"، كما حذر من "ثورة 25 يناير أخرى" إذا استمر المجلس العسكرى فى منصبه ليوم واحد بعد ميعاد تسليم السلطة.

ووصف "الخضيرى" محاكمات بعض النشطاء والثوار بأنها "مشهد مفزع وأصابه بقلق"، مبدياً اندهاشه من رواية "اللهو الخفى" التى قال إنها غير مفهومة، وأشار إلى أن هناك قوى داخلية وخارجية تريد إفشال ثورة 25 يناير، ووصف الاحتفال بذكراها الأولى بأنه مغلف بالحزن، والإصرار على مواصلة واستمرار الثورة، وقال إن عدم الاحتفال بهذا اليوم هو خيانة للشهداء، ونكران لجهدهم فى الثورة.

ورداً على تصريح الدكتور حلمى الجزار، أمين عام مساعد حزب الحرية والعدالة، الذى برر فيه استبعاد الحزب للمستشار الخضيرى كمرشح لرئاسة البرلمان بأنه لا يملك الخبرة الكافية لإدارة جلسات البرلمان، قال الخضيرى: "لدى خبرة 10 سنوات فى إدارة منصة القضاء، وإبعادى عن رئاسة البرلمان كان بسبب التوافقات والحسابات الخاصة بالأحزاب"، كما نفى أن تكون أية جهة سرقت أو "ركبت" الثورة، وبرر رفض جماعة الإخوان المسلمين النزول إلى الميدان فى بداية الثورة، وفى بعض المليونيات خلال الفترة الماضية، بأن الجماعة مؤسسة مسؤولة عن آلاف الأعضاء ولا يمكن أن يكون قرارها فردياً، على عكسه هو شخصياً، حيث قرر النزول فور علمه بالمظاهرات، على حد قوله.

ووصف "الخضيرى" إضافة أعضاء بحزب النور السلفى عبارة "ما لم يخالف الشريعة الإسلامية" إلى نص القسم الخاص بأعضاء البرلمان بأنه "تزيد لا مبرر له"، لافتاً إلى أن هذه الإضافة لا تبطل القسم من الناحية القانونية، وقال إن القوانين المصرية فى مجملها تتفق مع الشريعة الإسلامية، وإن تعديل القسم الخاص بأعضاء المجلس يحتاج موافقة من البرلمان.

وأعرب "الخضيرى" عن أسفه لتراجع الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن قرار الترشح للانتخابات الرئاسية، واصفاً ترشحه بـ"المكسب الكبير"، وتوقع أن يعيد "البرادعى" حساباته، وأن يعود لخوض الانتخابات الرئاسية إذا تبدلت الأوضاع للأفضل، أو إذا شعر أن فرصته أكبر فى الفوز.

وقال إن الثورة لا تترنح كما وصفتها الكاتبة البريطانية مارى ديجفسكى أمس فى صحيفة الإندبندنت، ونفى أن تكون مصر على شفا الإفلاس كما تتوقع بعض الآراء الاقتصادية، مبدياً تفاؤله فى المرحلة المقبلة من "قدرة مصر على بناء نفسها، وتأييد الله للثورة المصرية" على حد تعبيره.


* وصول العادلى وجمال وعلاء إلى أكاديمية الشرطة


وصل اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، و6 من كبار مساعديه وعلاء وجمال مبارك إلى أكاديمية الشرطة ، لحضور جلسة محاكمتهم فى قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام.

وكثف رجال الشرطة من تواجدهم أمام أكاديمية الشرطة، بالتنسيق مع القوات المسلحة، لتأمين مقر المحكمة والفصل بين أهالى الشهداء ومؤيدى الرئيس السابق الذين تجمعوا منذ الصباح الباكر.



* حالة من الهدوء أمام أكاديمية الشرطة


سادت حالة من الهدوء أمام أكاديمية الشرطة بالتجمع الأول فى رابع أيام سماع مرافعة فريد الديب دفاع الرئيس السابق حسنى مبارك فى قضية قتل المتظاهرين والتى تنظرها محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، كما شهدت ساحة الأكاديمية حضور أكثر من 30 شخصا من مؤيدى مبارك، فى حين حضر عدد قليل من أسر الشهداء لا يتجاوز 7 أفراد.


* بدء جلسة محاكمة مبارك والعادلى بتهمة قتل المتظاهرين


بدأت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، والمنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الخميس، استكمال محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، و6 من كبار مساعديه، فى قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، لليوم الثالث على التوالى لاستكمال مرافعة دفاع المتهمين.


* العادلى يتمسك باستدعاء "سامى عنان" و"رئيس المخابرات" وقائد الشرطة العسكرية للشهادة.. وندب لجنة فنية محايدة للاطلاع على دفاتر الأمن المركزى وإعادة تشريح جثث الشهداء


حبيب العادلى

استهل عصام البطاوى، المحامى دفاع اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، مرافعته بإبداء 13 طلباً وصفهم بالجوهرية، وأكد تمسكه وموكله بهم، وهم استدعاء جميع شهود الإثبات الوارد أسماؤهم فى قائمة الشهود وأمر الإحالة، واستدعاء جميع الأطباء الذين أشرفوا وعالجوا وكتبوا التقارير الخاصة بالشهداء والمصابين، والتمسك باستدعاء المسئولين الآتى أسماؤهم: الفريق سامى عنان رئيس أركان الجيش المصرى ونائب رئيس المجلس العسكرى، واللواء مراد موافى رئيس المخابرات العامة، واللواء محمد نجيب قائد الحرس الجمهورى السابق، واللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية، واللواء طارق الموجى رئيس قسم مكافحة الإرهاب بجهاز أمن الدولة المنحل، ومدير الحراسات الخاصة بوزارة الداخلية، واللواء مرتضى إبراهيم مساعد أول وزير الداخلية للمساعدات الفنية، واللواء أحمد جمال الدين مدير مصلحة الأمن العام، والسفيرة وفاء نسيم مساعد وزير الخارجية.

وطلب البطاوى إجراء معاينة من قبل النيابة العامة لجميع الميادين والشوارع العامة للمحافظات المختلفة الواردة فى القضية، وذلك لاستحالة حدوث الواقعة بالصورة التى ذكرها الشهود والمصابون لانعدام الرؤية بعد الساعة الخامسة مساء أيام الشتاء وقت الثورة، كما طلب محامى العادلى إلزام المدعين بالحق المدنى بتقديم أصول المستندات التى قدموها للطعن عليها بالتزوير، وكذلك جميع الأوراق التى قدمتها النيابة والطعن بالإنكار على السيديهات التى قدمها الشهود والفضائيات والمدعون بالحق المدنى، وذلك لعدم قيام النيابة العامة بعرضهم على خبير فنى لبيان ما إذا تم التلاعب فيها من عدمه، كما طالب بإحالتها لخبير فنى وعرضها غداً فى الجلسة أسوة بما حدث مع النيابة والمدعين بالحق المدنى.

وطالب البطاوى بتكليف وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، بإجراء تحريات عن سبب وفاة المجنى عليهم الواردة أسماؤهم فى أمر الإحالة كل على حدا، والتحريات عن المصابين والمجنى عليهم وعن سبب الوفاة والإصابة، وتكليف النائب العام بعمل كشوف بأسماء المتوفين فى المحافظات المتهم فيها مديرو أمن وبعض القيادات وضباط الأقسام حتى لا تتكرر أسماؤهم فى قضايا قتل المتظاهرين أمام الأقسام وفى هذه القضية، وندب لجنة من الطب الشرعى برئاسة الدكتور كميل إلياس لبيان سبب حالات الوفاة والإصابة وإعداد تقرير مفصل عن كل حاجة.

واستكمل مطالبه بندب لجنة فنية محايدة للاطلاع على دفاتر الأمن المركزى وكافة الدفاتر التى تم تحريزها من القطاعات المختلفة لاعتبارهم مستندا فنيا يتم الحذف والتعديل والإضافة فيه وأن فض هذه الدفاتر قد شابه الكثير من الأخطاء، خاصة فى يوم 28 يناير يوم جمعة الغضب والتفرقة بين أماكن وتسليح الأماكن الحيوية الحساسة.

وأخيراً، طالب البطاوى بضم التحقيقات التى أجريت فى النسخة الثالثة من أمر الإحالة الخاصة بالتحقيق مع ضباط أمن الموانئ، وكذلك ضم التحقيقات التى تمت مع الضباط المنتدبين لمديرية أمن القاهرة فى القضية رقم 22 لسنة 2011 حصر تحقيق النائب العام، وكذلك ضم التحقيقات فى قضايا قتل المتظاهرين أمام أقسام الشرطة لوحدة السبب والموضوع.

* فريد الديب.. محامى المشاهير والجاسوسية ترافع عن أيمن نور وقال: نظام مبارك غادر وظالم.. وفى مرافعته عن المخلوع قال إنه طاهر اليدين.. والنشطاء يصفونه بـ"صاحب الوجهين"




فريد الديب

المحامى فريد الديب، الملقب بـ"الثعلب"، اقترب من عامه السبعين، ويعد من أشهر المحامين فى مصر، بعد أن نال شهرته بسبب توليه عدة قضايا مهمة رفض عدد من كبار المحامين المرافعة فيها خشية اتهامهم بالخيانة أو العمالة، لكن هذه الاتهامات لم تزعزع "الديب" عن نظر هذه القضايا حتى وإن خسر عددًا ليس بالقليل منها.

تلقى فريد الديب تعليمه الابتدائى وحفظ القرآن الكريم بكتاب السيدة زينب، والتحق بكلية الحقوق عام ١٩٥٨ وتخرج فيها عام ١٩٦٣ بتقدير جيد جداً، وعين وكيلاً للنيابة العامة فى جنوب القاهرة، ثم وكيلاً للنيابة بالوايلى، ثم شرق القاهرة، ونيابة سوهاج، ثم أُدين فى مذبحة القضاة عام ١٩٦٩ التى قام بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتم استبعاده و١٢٧ قاضياً وعضواً للنيابة.

بعد استبعاده عمل "الديب" بوزارة العمل، ثم بجامعة الدول العربية، حيث المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة، وبدأت رحلته مع المحاماة منذ عام ١٩٧١.

ودأب الرجل على الدفاع عن متهمين مثيرين للجدل، وفى الغالب يكونون متورطين فى الإضرار بمصلحة مصر وأمنها واقتصادها، لدرجة أن السفارة الإسرائيلية اختارته ليدافع عن الجاسوس عزام عزام، الذى خرج بعد ذلك فى صفقة سياسية بعد 8 سنوات، واتهمه المحامون وقتها بأن مرافعته عن الجاسوس تعد خيانة للوطن، وتلويثًا للسمعة النضالية لنقابة المحامين، وهددته باتخاذ إجراءات عقابية بحقه، لكن هذه الإجراءات لم تنفذ بعد أن قضت المحكمة بالسجن المؤبد للجاسوس.

"الديب"، أيضًا، كان رئيس هيئة الدفاع عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى فى قضية اتهامه بقتل الفنانة سوزان تميم، حيث نجح فى تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن 15 عامًا، واستعاد محاكمته مرة أخرى خلال الشهر المقبل.

كما ترافع "الديب" عن أيمن نور عندما تم سجنه خمس سنوات فى قضية تزوير أوراق تأسيس حزب الغد، كما ترافع بقضية سياسية أخرى فى محاكمة رئيس مركز ابن خلدون سعد الدين ابراهيم، الذى سجن ثلاث سنوات وتمت تبرئته فى محكمة النقض، بالإضافة إلى ترافعه عن عدد آخر من المشاهير، من بينهم نجيب محفوظ ومحمود السعدنى وإبراهيم سعدة ومصطفى أمين، والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفى عبده ومدحت صالح، ورجل الأعمال حسام أبوالفتوح، وعلية العيوطى، وهو محامى عائلة الرئيس الراحل أنور السادات فى قضية التشهير التى أقامتها أسرته ضد صحيفة العربى الناصرى، والتى اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة.

ومؤخرًا انتشرت مرافعة لمحامى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك أمام المحكمة فى قضية الدكتور أيمن نور الشهيرة سنة 2005، وهى المرافعة التى يكيل فيها "الديب" التهم لـ"مبارك" ونظامه، ويتهمهم بالغدر بموكله أيمن نور فى قضية تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد، والتى أدين فيها "نور" بأربع سنوات سجنًا نافذاً.. مرافعة "الديب" تؤكد كل ما يمكن أن يدين "مبارك" فى القضية حاليًا، حيث قال فى مرافعته عن أيمن نور، أمام المحكمة فى ديسمبر 2005، إن نظام مبارك يعتبر "النظام البائد" ونظامًا غدارًا، وإن القضية تفوح منها رائحة الانتقام السياسى الغادر بسبب ترشح نور لانتخابات 2005 أمام مبارك، وحلوله فى المركز الثانى".

وأضاف "الديب"، فى نفس المرافعة، أن وقوفه للدفاع عن "الشاب النشيط"، مشيراً لأيمن نور، سيجلب عليه النقمة من كارهية المتربصين به، والذين تتوفر لديهم آلات البطش والإيذاء، وربما يوجهون سهامهم الغادرة إليه بدلاً من غريمهم، فيجد نفسه عما قريب فى نفس القفص، وليس أسهل من تلفيق التهم وتدبير شهادات الزور، ولكنه فور تصفح أوراق القضية هاله الظلم والتلفيق، وأدرك براءة موكله.

* البطاوى: العادلى استمر 13 سنة فى الداخلية لأنه كان يرضى الله ورسوله


حبيب العادلى

أكد عصام البطاوى محامى العادلى أن موكله لم يتلق أى أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، وأضاف أن العادلى لم يصدر أى أوامر لمساعديه باستخدام القوة أو إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وتابع البطاوى أن مبارك أمر العادلى بتأمين المظاهرات السلمية وعدم إطلاق الرصاص على المتظاهرين وضبط النفس لأقصى درجة وهو ما حدث بالفعل، وقال: "لو كان خرج بالسلاح كانت هتحصل مجازر وبلاوى ووقعت كارثة للبلاد".

ووصف البطاوى استمرار العادلى فى الخدمة 13 سنة بالأمر الجيد الذى يرجع لكونه يرضى الله ورسوله فى عمله، وكشف البطاوى أنه بالفعل خرجت أسلحة آلية وطلقات خرطوش وعدد من المجندين والضباط فى قطاعات ناصر وأبو بكر الصديق وغيرها من قطاعات الأمن المركزى، ولكن هذه الأسلحة عادت مرة أخرى وتم تدوين ذلك فى دفاتر الأمن المركزى.

ومن جهة أخرى طلب جمال مبارك من الضابط المكلف بحراسة القفص، أن يستأذن رئيس المحكمة فى أن يدخل علاء الحمام، فقالت له المحكمة "تفضل"، وخرج علاء من القفص وبعدها بدقائق رفعت المحكمة الجلسة للاستراحه لمدة 20 دقيقة.

* مدعٍ بالحق المدنى: نشكر دفاع العادلى لأنه وفر علينا الكثير


العادلى

وجه حسن أبو العينين، أحد المحامين المدعين بالحق المدنى فى محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلى وزير الداخلية و6 من كبار مساعديه، شكره لعصام البطاوى المحامى عن العادلى.

وقال إن محامى العادلى وفر عليهم الكثير فى القضية، كما وصف مرافعة البطاوى بأنها لم تبن على أى دفوع قانونية، وذلك بعد أن أقر البطاوى بسلمية المظاهرات والمتظاهرين، كما أقر بوقوع حبيب العادلى فى أخطاء أثناء الثورة، يحتمل معها وقوع قتلى ومصابين، قائلا إن البطاوى أقر أمام المحكمة بصحة الأدلة التى ساقتها النيابة العامة والمدعون بالحق المدنى فى القضية، وأدان حبيب العادلى.

* تأجيل محاكمة مبارك والعادلى لجلسة الغد


الرئيس السابق محمد حسنى مبارك

قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، اليوم الاثنين، تأجيل محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، و6 من كبار مساعديه، المتهمين فى قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، لجلسة غد الثلاثاء، ونبهت على الدفاع الحاضر مع العادلى لعرض الوسائل الفنية لعرض السيديهات التى نوه عنها بجلسة اليوم، والتى تعرض الاعتداء على قوات الشرطة.

* إنذار لـ"عاشور" لفصل "الديب" من نقابة المحامين لسبه الشعب المصرى


فريد الديب

أرسل نبيه الوحش المحامى إنذارا لـ"سامح عاشور"، نقيب المحامين، وأعضاء مجلس نقابة المحامين، يطالب بفصل فريد الديب محامى الرئيس المخلوع حسنى مبارك لإساءته للنبى، صلى الله عليه وسلم، حيث شبه مبارك فى محنته بالنبى، بالإضافة إلى تعديه بالسب على الشعب المصرى.

وأوضح الوحش، فى الإنذار رقم 619 لسنة 2012 قصر النيل، أنه من المعروف والمعهود أن المحاماة رسالة بجانب كونها مهنة، ولكن فى المقام الأول رسالة سامية هدفها الدفاع عن الحق وعن أصحاب الحقوق المسلوبة، ولكن للأسف هناك أناس يعملون فى هذا الحقل ليس من أجل الدفاع عن الحق وإظهار الحقيقة، وإنما من أجل الشو الإعلامى والمادة تحت شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، بغض النظر عما إذا كانت هذه الوسيلة مشروعة أو غير مشروعة، وما بين هؤلاء فريد الديب المحامى الذى دأب على الدفاع عن أصحاب الضمائر الخربة والذين يعيثون فى الأرض فسادا ويأكلون أموال الناس بالباطل مخالف بذلك جميع العادات والتقاليد والمبادى السامية لرسالة المحاماة.

وأضاف الوحش أن الديب خرج عن المألوف بآرائه الصادمة وتصريحاته المستفزة ومواقفه المخزية، من بين هذه المواقف دفاعه عن الخونة والجواسيس وعلى رأسهم عزام عزام، ولما كانت هذه المواقف من شأنها استفزاز الشارع المصرى الذى يعيش أزهى أيام عصوره بمناسبة 25 يناير والتى غيرت وجه التاريخ، ولما كانت أقواله الصادمة تتعارض مع الحريات التى تأسست عليها نقابة المحامين العريقة، فلا يجوز أن يستمر ما بين أعضائها عضو بهذه الكيفية، الأمر الذى حدا إلى إرسال هذا الإنذار.

وطالب الوحش بسرعة إصدار قرار عاجل بإحالة الديب إلى لجنة التأديب لإجراء تحقيقات معه فى حق وقائع ارتكبها فى حق نقابة المحامين، تمهيدا لإصدار قرار آخر بشطبه من نقابة المحامين، وإصدار قرار عاجل بوقف الديب عن ممارسة هذه المهنة لحين الانتهاء من التحقيقات التى تجرى معه بمعرفة النائب العام فى واقعة إثارة الفتنة وإشاعة الأخبار الكاذبة والإساءة إلى الرسول الكريم وسب وقذف الشعب المصرى بأسره على أن يكون هذا الإجراء خلال أسبوع.


الديب .. مبارك لايزال رئيس البلاد وقرار التنحى باطلاً


تأجيل محاكمة مبارك ونجليه والعادلى إلى جلسة غداً لبدء الاستماع الى مرافعة حبيب العادلى - فريد الديب يقول أن مبارك لايزال رئيس البلاد وقرار التنحى باطلا - فريد الديب مبارك لم يوقع خطاب التنحى وعمر سليمان اذاع الخطاب دون موافقته - فريد الديب يطالب بإلغاء محاكمة مبارك أمام جنايات القاهرة ويطالب بمحكمة خاصة - فريد الديب يطالب بنقل مبارك إلى قصر الرئاسة ليتمكن من تأدية عمله رئيساً للجمهورية.




* البطاوى: أحكام القضاء لا علاقة لها بالأهواء بل مستندات وأدلة.. وتم الاستيلاء على الملابس العسكرية من عناصر خارجية بحسب أقوال عمر سليمان.. والداخلية كان بها مخزن سلاح ولم تستخدمه ضد المتظاهرين


المستشار أحمد رفعت

قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، اليوم الاثنين، تأجيل محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، و6 من كبار مساعديه، المتهمين فى قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، لجلسة غد، الثلاثاء، ونبهت على الدفاع الحاضر مع العادلى لعرض الوسائل الفنية والسى ديهات التى نوه عنها بجلسة اليوم والتى تعرض للاعتداء على قوات الشرطة.

وبعد الاستراحة استكمل المحامى عصام البطاوى مرافعته عن المتهم الخامس اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وقام بعرض أقوال الشهود الشرطيين، واسترسل فى بعض النقاط التى تناولت الاعتداء على قوات الشرطة وسرقة ملابسهم العسكرية والأسلحة التى كانت بحوزتهم، والأقسام ومخازن السلاح وسرقة تلك الأسلحة، والقيام بمهمات يقتلون فيها المتظاهرين السلميين، كل ذلك من أجل إظهار الشرطة بمظهر القاتل، وإسقاط هيئة الشرطة والنظام من أجل تحقيق مصالح شخصية وخارجية.

وعرض البطاوى أقوال هؤلاء الشهود وبدأ بالعميد عماد عطية على، مدير إدارة الشئون المالية والإدارية، والذى أكد أن أقوال وتعليمات الوزير نصت على أن أقصى درجات التعامل مع المتظاهرين بالغاز فقط والأسلحة التى تطلقها فقط، وقال إنهم قاموا بإمداد المعينين بخدمة الوزارة بالمياه المعدنية والعصائر والسندويتشات وليس الأسلحة، والوزارة لم تحتج للسلاح، لأن بها مخزن للسلاح لو أراد التعامل مع المتظاهرين لكانت فعلت، أما فيما يتعلق لنقل سيارة الاسعاف للأسلحة فأجاب أنها لم تنقل الإسعاف، وأن ليس للداخلية سلطة على تلك السيارات، وبسؤال قائد قوات العمليات الخاصة أكد أن من مهماتهم تأمين المنشآت الحيوية مثل المطار والسفارات ومبنى الإذاعة والتليفزيون، وبالنسبة للإذاعة والتليفزيون فقد تم اقتحام الأسوار الخارجية فقط، وقاموا بسرقة أحد البنادق الآلية من أحد المجندين وحرق مدرعتهم، كما تمكنوا من اقتحام الحزب الوطنى والتسبب فى وفاة مجند وإصابة الكثيرين.

وأشار اللواء نبيل أحمد على، مدير الإدارة العامة للأمن المركزى، إلى أن الوزير أكد ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات والقوات نزلت يوم 25 بالخوذة فقط بدون عصا أو درع حتى، وأشار البطاوى إلى أنه فى عام 2010 كان عدد المظاهرات 990 مظاهرة فى القاهرة والجيزة فقط، ولكن لم ينتج عنها أى وفيات أو إصابات، وأضاف إلى أن الجيش يوم 28 يناير قام بإطلاق النار، بعد محاولات الاعتداء على القوات وسرقة السلاح والمركبات ولا يوجد فى الأوراق أى دليل واحد يدل على إطلاق النار على المتظاهرين، فتم الاستيلاء على الملابس العسكرية من قبل عناصر خارجية بحسب أقوال عمر سليمان، بعد أن ساعدهم البدو فى الدخول.

ثم تناول البطاوى الاتهام الخاص بالشاعر، مؤكدا أن هناك خطابا من الوزير بعدم نزول قوات القاهرة إلا لخدمات التأمين فقط بدون سلاح نارى، والتحقيقات أكدت أنه لم يصدر أى تعليمات للضباط والجنود باصطحاب السلاح واستخدامه، وطلب أخيراً من المحكمة والحاضرين أن يحاكموا المتهم بالأوراق والقانون وليس هوائياً، مؤكدا حكم الأوراق سيكون البراءة، لتصدر المحكمة قرارها المتقدم.


تأجيل محاكمة مبارك والعادلى إلى الغد



تأجيل قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها العادلى ومبارك وعلاء و جمال لجلسة الغد لاستكمالم رافعة الدفاع - دفاع مبارك يطعن على أدلة الإثبات المقدمة من النيابة بشأن قتل المتظاهرين - علاء مبارك يستأذن المستشار أحمد رفعت لدخول دورة المياة أثناء الجلسة.





احتشد عشرات المتظاهرين والمعتصمين بميدان التحرير، فى وقفة صامتة، ظهر اليوم الاثنين، حاملين لافتات من بينها ما يطالب بإعدام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وما يدعو للوحدة الوطنية وغير ذلك، الأمر أربك الحركة المرورية فى مداخل ومخارج الميدان.

وبالتزامن مع أولى جلسات برلمان ما بعد ثورة 25 يناير، حمل متظاهرو التحرير، أعلام مصر، مكتوباً عليها "حرية" بجوار شعار للهلال والصليب، إضافة إلى لافتة لميزان العدالة مقلوباً مدوناً عليها "قانون فتحى سرور = براءة مبارك"، ولافتات كتب عليها "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"نجاح المرحلة الانتقامية.. عودة مبارك 11-2-2012، الآن عرفت ماذا يريد الشعب".

فى المقابل، تجمع عدد كبير من المارة على جوانب الطريق لمشاهدة التظاهرات، فيما دخل البعض الآخر فى حلقات نقاشية مع المتظاهرين حول أحوال البلاد والاحتفال بـ25 يناير. فيما تواجد العشرات من المتظاهرين فى تجمعات متفرقة داخل الميدان، ودارت بينهم حلقات نقاشية حول تنظيم مسيرات اليوم.

انطلقت مسيرة من ميدان التحرير إلى دار القضاء العالى للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء وإعدام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وتوجهت بعدها للمشاركة فى عزاء الشهيد محمد جمال فى الشرابية والذى يقام مساء اليوم.

ونظم العشرات من المشاركين فى المسيرة قبل توجههم إلى الشرابية وقفة أمام النائب العام رددوا فيها هتافات "تحيا مصر.. ارفع كل رايات النصر" و"الشعب يريد إعدام المخلوع" و"القصاص القصاص قتلوا محمد بالرصاص" و"قول متخفشى المجلس لازم يمشى".

وقام المتظاهرون بعمل كردون أمنى حول الفتيات المشاركات فى المسيرة من أجل تأمينهن من أى اعتداءات قد تحدث.


* الحلقة الخامسة من كتاب "هيكل" فى دار الشروق.. مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان.. للحديـث بقية


الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل
نقلاً عن دار الشروق

يستكمل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى الحلقة الخامسة الحديث عن لقائه مع الرئيس السابق مبارك، فى منزل الأخير، وهو اللقاء الذى استمر لوقت طويل، وفى هذه الحلقة يبدأ هيكل حديثه مع مبارك حول نصيحته للرئيس السابق بأن يرسل إحد إلى البيت الأبيض أو لندن ليدرس كيف تدار مكاتب رؤساء الدول، فيقول هيكل:

«وأنا شخصيا أرى أن ترسل أحدا إلى البيت الأبيض فى واشنطن، أو إلى «10 دواننج ستريت» فى لندن، ليدرس كيف تُدار مكاتب رؤساء الدول فى هذا العصر الجديد

«محمد» (بيه) أقسم لك أنهم «يسمُّون بدني» فى كل مرة ألتقى «بواحد منهم»، أتضايق منهم ويفوت منى موعد نومى وأسهر الليل أشتمهم».

«أننى لا أختلف على أن أمريكا هى أقوى قوة فى العالم، ولكن المسألة هى: من أى موقع يتعامل الأطراف مع القوة الأمريكية» (استطردت وبشكل ما فقد قصدت أن يصل إليه ما كنت أقول)، إذا تعاملت مع أمريكا من منطق أنك تحتاج إليها، فلن تصل إلى شىء، وإذا تعاملت معها باعتبار أنها فى حاجة إليك، فقد تنجح».

كان الرئيس «مبارك» كما بدا لى وقد طالت جلستنا حتى تلك اللحظة أكثر من ساعتين متشوقا على نحو ما ليسمع، وعندما طلب تأجيل موعد معه فى الساعة العاشرة والنصف، فقد أدركت أننا أمام لقاء سوف يطول، وحتى عندما عرضت الاستئذان كى لا أعطل ارتباطات سابقة له، على أن نعود بعد ذلك ونتقابل فى مناقشة أخرى كان إصراره «أننا الآن هنا إلا إذا كنت «زهقت»، وأكدت أننى لم «أزهق»، ولكن خشيتى على وقته، ولعله أراد طمأنتى وربما إغرائى.

ويكشف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى هذا الجزء، عن معلومة لم يكن يعرفها الكثيرون عن مبارك، وهى أن الرئيس السابق كان يدخن السيجار، فيقول:
فإذا هو يسألنى: ألا تريد أن تدخن سيجارا أنا أعرف أنك من مدخنى السيجار، وأنا مثلك.
وأبديت الدهشة، فقال إنه لا يظهر فى الصور بالسيجار لكى يتجنب «القرشنة»! لكنه يدخن سيجارا واحدا كل يوم، ثم ضغط على جرس يطلب صندوق السيجار.
وجاء الصندوق مع أحد الضباط، وطلب «مبارك» تقديمه إلى بالإشارة، وأخذت منه سيجارا، وأخذ هو سيجارا.

ثم سألنى وهو يرانى أشعل عود كبريت: «سيجار كويس»؟!!
ولم أقل شيئا، ويظهر أنه أحس أننى لا أشاركه الرأى.
وقلت: «بكل احترام الحقيقة أنه مقبول».
وقال باستنكار: «إيه؟! هذا «روميو وچولييت».
وقلت: «الشركة التى تنتج سيجار «روميو وچولييت» تنتج أكثر من 75 نوعا بعلامتها، وكل نوع منها مختلف عن الآخر».
وسأل «مبارك» باهتمام:
«أُمال إيه بقى السيجار الكويس؟!».
وقلت «بإذنك فى سيارتى علبة صغيرة فيها سيجار، ولم أدخل بها لأنى لم أتصور أنك تدخن، وإذا وافقت نطلبه».
وجاءت العلبة، وعرضت على الرئيس «مبارك» أن يتفضل، فأخذ واحدا منها وأشعله، وكانت ملاحظته: والله أحسن فعلا «غريبة جدا»!!
وقال وهو يستعيد الذكريات:
«عندما كنا نتدرب فى الاتحاد السوڤييتى كطيارين، كنا نشترى هذا السيجار (الذى لم يعجبك!!) ونبعث به إلى قادة السلاح، وكانوا يعتبرون ذلك «فخفخة»!».

ثم عاودته الذكريات فقال:
أيام التدريب فى الاتحاد السوڤييتى كنا فى قاعدة جوية قرب «خاركوف»، وفى الإجازة ننزل إلى «موسكو»، وكنا نخفى الورقة «أم مائة دولار» تحت الشراب بعد أن نغطيها بقطعة من ورق التواليت، (أضاف أن ورق التواليت فى روسيا سميك وخشن مثل الخيش)، ثم نغيرها فى السوق السوداء عن طريق موظف فى مكتب الملحق العسكرى بمبلغ كبير من الروبلات، ونشترى علبا من هذا السيجار ونشحنها إلى قادة السلاح فى مصر. واستطرد: كان «الروبل» بالسعر الرسمى يساوى أكثر من دولار واحد، لكن السعر فى السوق السوداء كان 21 روبلا لكل دولار، فارق كبير، أضاف، «لكن الواد بتاع المكتب العسكرى كان جن».

وعاد «مبارك» فجذب نفسا من السيجار الذى قدمته له، وقال: «فعلا لك حق هذا أحسن جدا»، ولكنهم (يقصد القادة الذين كان يرسل لهم السيجار) كانوا يعتقدون أن الاتحاد السوڤييتى يأخذ سيجار كوبا مقابل السلاح، وقلت: «ذلك صحيح إلى حد ما، لكن أفضل أنواع السيجار الذى تنتجه كوبا كانت للتصدير بالعملة الصعبة إلى الغرب، وما تبقى من الدرجة الثالثة والرابعة يذهب إلى الاتحاد السوڤييتى ويشتريه الزوار بحُسن نية».
ومد الرئيس «مبارك» يده إلى جرس، فدعى أحد الضباط، ثم التفت وقال:
«محمد» بيه ملِّى عليه كل أنواع السيجار «الكويس»!
وقلت ما مؤداه «أن لكل نوع من السيجار مذاقا، وأن كل مذاق مسألة اختيار، ولذلك فإنه من الصعب على مدخن أن يوصى غيره بنوع معين».
وقال: معلش «ملِّيه» الأنواع «الأبهة» (المتميزة).
وكان الضابط قد أسرع وجاء بورقة وقلم مستعدا لكى أمليه.
وعاد إلى تجربة «السيجار» الذى قدمته له، وقال:
«فعلا كويس جدا».

ثم أضاف ضاحكا: يا أخى عاوزين نتعلم «العز».
ولفت تعبير «العز» نظرى، وقلت:
إنها ليست مسألة «عز»، ولكنها ظروف، وأنا شخصيا تعلمت تدخين السيجار (لسوء الحظ!) من رجلين: «نجيب الهلالى» (باشا)، ثم «فؤاد سراج الدين» (باشا)، كلاهما فى شبابى كانوا يقدمون لضيوفهم سيجارا عندما يشعلون لأنفسهم واحدا، وكنت أقبل الدعوة من باب «التجربة»، لكنى فيما بعد وقعت فى فخ «العادة»!

وقال «مبارك»:
«إنه لاحظ أن كل الرؤساء الأمريكان يدخنون سيجارا، ويمارسون لعبة الجولف، وأنت أيضا تلعب الجولف».
وقلت بسرعة: «صحيح، ولكن بدون رئاسة».
وبادر معلقا «والله أحسن يا أخى، الناس تتصور أن الرئاسة شىء عظيم، والحقيقة أنها «بلوة»!!».

ثم اتجه الحديث بين هيكل والرئيس السابق إلى الرياضة، خاصة أن هيكل أبدى اهتماماً بلعبة الجولف التى يمارسها الرؤساء وقدرتها على تعليم السياسة، فيقول هيكل:
وقلت شيئا عن لعبة الجولف، وكيف أنها خير معلم للسياسة، وسألنى: كيف؟! وشرحت قدر ما أستطيع لعبة الجولف، وعلاقتها الوثيقة بالعلوم الاستراتيچية.
واستمع إلىَّ باهتمام، ثم كان تعليقه: لكنها لعبة تأخذ وقتا، وأنا أفضل السرعة، ولذلك ألعب الإسكواش، وهى لعبة «موصوفة» للطيارين لشحن قدرتهم على الـ AGILITY «الاستجابة السريعة».

وهز «مبارك» رأسه بأسف وقال:
«الآن لا وقت عندى حتى للإسكواش، لأن العبء ثقيل، وطلبات الناس لا تعرف الحدود».

وفى هذه الفقرة يتحدث مبارك عن مدى العناء الذى يلاقيه من الطلبات، رغم انه لم يمضى فى الرئاسة الا شهورا لكنه على حد قوله " طلعت روحه " فيقول هيكل
وتوقف «مبارك» وتساءل:
الناس «كده ليه»؟ ليس عندهم إلا طلبات، يحفظون الحقوق وينسون الواجبات، والمصيبة أنهم جميعا «متخانقين»، وطلباتهم متعارضة، لا أعرف كيف تحمَّل الرئيس «جمال» أو الرئيس «أنور»؟! أنا شخصيا، ولم أقض فى الرئاسة إلا شهورا «طلعت روحى»!!
وقال «مبارك» ويداه تسبقان إلى التعبير عما يريد قوله:
«والله لو تعبت من كثرة الطلبات والخلافات، سوف أتركها لهم، وأسلم كل شىء للقوات المسلحة، وأترك الجميع «ياكلوا فى بعضهم»، وأخلِّص نفسي!!».
(وكأنها كانت نبوءة مبكرة!!).
ورجوته ألا يفكر على هذا النحو.

وفى هذه الفقرة انتقل الحديث بين هيكل والرئيس السابق إلى أمريكا والاتحاد السوفيتى، وكيف اختار الرئيس عبد الناصر صداقة "السوفيت"، فى حين اختار السادات الأمريكان، فيروى هيكل:
وعاد «مبارك» مرة أخرى إلى خلافى مع الرئيس «السادات»، وكان فى واقع الأمر يفصح عن آرائه هو نفسه يقول:
«السادات» كان على حق، لا أعرف لماذا اختار الرئيس «جمال» صداقة السوڤييت، وهم ناس «فَقْرى»، و«السادات» اختار الأمريكان وهم «المتريشين» (يقصد الأغنياء)، أكبر خطأ وقع فيه الرئيس «عبد الناصر» هو الخلاف مع أمريكا.

استطرد: «وبعدين الرئيس «أنور» اختار السلام مع إسرائيل، والرئيس «جمال» كان لابد أن يعرف أنه لا فائدة من الحرب مع إسرائيل».
واستطرد: «اليهود مسيطرين على الدنيا كلها، وأنت تعرف أكثر!!
اسمعها منى لا يستطيع أحد أن يختلف مع أمريكا».
أنا أعرف أنك كنت من أنصار علاقات طيبة مع أمريكا فلماذا غيَّرت رأيك؟!!».
وأجاب بنفسه على سؤاله:
«يا عم»، الذى لا يعرف أن أمريكا هى أقوى قوة فى العالم «يعك».
ولم أعلق على الكلمة، ففى أثناء الحديث سمعت من هذا النوع من الكلمات «عينات» متكررة.

ورحت أشرح له رأيى:
«أننى لا أختلف على أن أمريكا هى أقوى قوة فى العالم، ولكن المسألة هى: من أى موقع يتعامل الأطراف مع القوة الأمريكية» (استطردت وبشكل ما فقد قصدت أن يصل إليه ما كنت أقول)، إذا تعاملت مع أمريكا من منطق أنك تحتاج إليها، فلن تصل إلى شىء، وإذا تعاملت معها باعتبار أنها فى حاجة إليك، فقد تنجح».
وقاطعنى:
«تريد أن تقول لى إن أمريكا تحتاج إلينا طبعا لا نحن الذين نحتاج إليها!!».
وقلت:
«سيادة الرئيس.. إن الاحتياج لابد أن يكون متوازيا فى السياسة الدولية، وإذا جاء الاحتياج من طرف واحد إذن فهو عالة على غيره، وحتى إذا قبل هو، فإن الطرف الآخر لن يقبل، ببساطة لأن السياسة الدولية ليست جمعية خيرية!!».
وأضفت:
«أنه هنا أهمية موارد مصر الاستراتيچية، وقدرتها على إدارة هذه الموارد، وهنا مثلا أهمية انتماء مصر العربى.
بمعنى إذا لم تكن مصر من هذه الأمة العربية بالطبيعة، فلابد أن تكون منها بالضرورة.
بصراحة، أنا قومى عربى باقتناع، وبطبائع الأشياء فإن أحدا لا يستطيع الاقتناع إلا بما يتوافق مع مصلحة وطنه كما يقدرها وفضلا عن اقتناعى مبدأ بعروبة مصر، فإننى مقتنع بضرورة هذه العروبة أيضا لمصر، وكذلك لكل بلد عربى».
ثم قلت:
«فارق سيادة الرئيس بين أن تتعامل مع أمريكا كمصر فقط وهى بلد مثقل بحجم سكانه، محدود فى طاقة موارده، وبين أن تتعامل معها وهى وسط العالم العربى بكل قوة الأمة، وبجميع إمكانياتها ومواردها!!

زدت على ذلك:
هذا أيضا سيادة الرئيس هو ما يمكن أن يعطيك تأثيرا فى العالم الثالث كله وفى العالم الأوسع، إذا كنت وحدك، فالتأثير محدود، وإذا كنت وسط كتلة كبرى، إذن فهناك حساب آخر لتأثيرك».

أضفت: «مذكرا الرئيس بحوار منشور لى مع «كيسنجر» يوم 7 نوفمبر 1973، فى أعقاب حرب أكتوبر، وكان هو الآخر قد اقترح على فى حينها أن أقتصر فى كلامى معه على ما يخص مصر وحدها، دون العالم العربى، وكان ردى عليه: أنه يريد أن ينزع أهم أوراقى التفاوضية من أول لحظة».
وذكرت له كيف قلت لـ«كيسنجر» وذلك منشور فى مقال لى فى «الأهرام» ذلك الوقت:
دكتور «كيسنجر»: أنت أستاذ علوم سياسية، ولا يصح لى أن ألف وأدور معك أو ألعب «الاستغماية» HIDE& SEEK، ولذلك أحدثك بصراحة:
إذا اقتصر اهتمام مصر على قضاياها وحدها، فهى تحتاج لكم.
إذا كانت مصر وسط أمتها العربية فأنتم تحتاجون لها.
ولذلك دعنا من أول لحظة نتفق على أن اهتمامات مصر حتى بصرف النظر عن هويتها عربية، وهى تريد علاقات طيبة معكم، لكن عليكم أن تقدروا بأنفسكم أنكم أيضا فى حاجة إلى علاقات طيبة معها.
(والحقيقة أننى قصدت أن أتوسع أمام «مبارك» فيما قلت لـ «كيسنجر»، حتى تصل وجهة نظرى إليه، دون أن تتبدى «وعظية» إذا وجهتها مباشرة إليه).

وقطع «مبارك» سياق كلامى قائلا:
«هذا هو ما جلب لنا المشاكل، والحقيقة أننى مختلف معك وموافق مع الرئيس «السادات» فمشكلتنا أننا تحملنا بمشاكل غيرنا وليس مشاكل مصر وحدها، نقتصر عليها ونحلها بأسلوب عملى».
وقلت: لا أظن أن هناك فى عزلة عن العالم العربى حلا لمشاكل مصر وحدها لا خيالى ولا عملى!!

عاد الرئيس «مبارك» إلى حديث «أمريكا» قائلاً:
«أنت تنسى أنه لا أحد يستطيع مساعدتنا على إسرائيل إلا أمريكا، العرب شمتوا فينا سنة 1967، مع أنهم هم الذين ورَّطونا فى الحرب».

وأضاف: «أنا أعرف «الأسد» (يقصد «حافظ الأسد») من أيام الطيران، وهو قال لى إن «حزب البعث» قصد توريط «عبد الناصر» فى حرب سنة 1967».
واستطرد فى تفاصيل علاقته مع «حافظ الأسد».
وقلت: «إننى معه فى أن نظما بعينها هنا وهناك حاولت مرات توريط «عبد الناصر»، ثم رُحت أشرح له بعض ظروف القرار السياسى سنة 1967، وضمنه وبصرف النظر عن التربص الخارجى أن القرار المصرى وقع فى أخطاء لم يكن هناك مبرر لها، أخطرها قرار الانسحاب من سيناء بكل القوات فى ليلة واحدة (7 يونيو 1967)».
وأخذنا هذا الحديث إلى كلام إلى تفاصيل متشعبة عن ظروف وملابسات سنة 1967، وحكى لى أنه كان مع سرب القاذفات المتمركزة فى مطار «بنى سويف»، وقال إنه قرأ التحقيقات التى جرت عن تلك الحرب، لأن الرئيس «السادات» عينه رئيسا للجنة كتابة التاريخ عندما كان نائبا له، وأنهم استطاعوا فى اللجنة أن يجمعوا أكثر من مليونى ورقة من الوثائق، وأنه اطلع على بعضها بنفسه، لكن ضيق الوقت لم يمكنه من قراءة الكثير».
أضاف «أنه مع ذلك يعتقد أن علاقاتنا مع أمريكا من ألزم الضرورات، وبالتحديد فيما يتعلق بإسرائيل».

ثم استطرد وهو يهز رأسه:
«بعض الناس يريدوننى أن أقيم علاقات كاملة مع إسرائيل ويريدون ذلك الآن ولكن على الانتظار أنا أنتظر على أحر من الجمر أن يجىء أبريل ويخرجوا من الأرض المصرية كلها».
أضاف: «هل يظن الناس أن التعامل مع الإسرائيليين يسعدنى؟! هناك فارق بين أن أعترف بقوة إسرائيل، وبين أن أحبها!!».
ثم استدرك:
«محمد» (بيه) أقسم لك أنهم «يسمُّون بدني» فى كل مرة ألتقى «بواحد منهم»، أتضايق منهم ويفوت منى موعد نومى وأسهر الليل أشتمهم».
وقلت: «إننى أفهمه، لكنه من حسن حظى أننى لست مضطرا لمقابلتهم، ولهذا فأنا كمبدأ لم أقابل منهم أحدا».
وقال بسرعة: «ولكن كيف تستطيع أن تفعل ذلك إذا كنت مسئولا؟!».
وقلت: «ولكنى والحمد لله غير مسئول».

ويقول هيكل إن مبارك عاد ليتحدث معه عن علاقة هيكل والسادات، ومدى محاولات الرئيس الراحل مه هيكل حتى يتعاون معه، فيتحدث:
وقال الرئيس «مبارك»:
هذا موضوع كنت أريد أن أكلمك فيه».
ثم استطرد قائلا برقة بادئا بكلام كريم، لكن نبرة العتاب تشيع فيه:
«الرئيس أنور» تعب معك حتى تتعاون معه».
وسألته: «كيف يستطيع أحد أن يتعاون فى سياسة لا يؤمن بها؟!».
قال: «تستطيع أن تساعد دون أن تتعامل مع إسرائيل».
وقلت: «إن منصب الوزارة عرض من سنة 1956، وكنت لا أزال شابا قد تغريه المناصب، والرئيس «السادات» عاد بعد ذلك فعرض على منصب نائب رئيس الوزراء، أو رئيس الديوان السياسى».
وقال: «أعرف ذلك، ولم أقصد أن أحدثك عن منصب».

ويكشف هيكل فى حديثه، عن مفاجأة بالنسبة له عندما طلب منه الرئيس السابق أن ينضم إلى الحزب الوطنى، وذلك عندما قال له مبارك ..
أسألك سؤالا صريحا ومحددا قالها وهو يتطلع إلىَّ مركزا: «ما رأيك أن تدخل الحزب الوطنى؟!!».

وبدا أننى أصبت برعب، وقلت له: إننى لم أدخل الاتحاد الاشتراكى مع «جمال عبد الناصر» رغم عمق صداقتنا ورغم إلحاحه مرات لأنى لا أعتقد فى هذا النوع من التنظيمات السياسية التى تقوم فى حضن السلطة، وفضلا عن ذلك فلست من أنصار أن ينتمى الصحفى حزبيا».

سكت قليلا ثم سألنى:
«إذا لم تكن تفكر فى دخول الحزب، فماذا تنوى أن تفعل؟!».
أضاف: «لا يُعقل أنك سوف تجلس فى بيتك ساكتا!».
وقلت ضاحكا:
«أنه ليس له أن يقلق، فأنا لا أنوى الانضمام إلى قائمة المتعطلين الذين يبحثون عن عمل».

أضفت: «لدى عقود لكتب جديدة مع «الناشرين» فى لندن ونيويورك بعد ستة كتب سبقت، تُرجمت جميعا من الإنجليزية إلى لغات كثيرة، وآخرها كان كتاب «عودة آية الله» THE RETURN OF THE AYATOLLAH عن الثورة الإيرانية، وقد صدر فى أوروبا وأمريكا أثناء وجودى فى السجن، وقد تُرجم حتى الآن إلى سبع عشرة لغة ثم إنه فور خروجى من السجن اتصل بى «أندريه دويتش» وهو أكبر الناشرين فى لندن، وسألنى إذا كان فى استطاعتى أن أقدم لهم بسرعة كتابا عن السبب الذى دعا إلى اغتيال «السادات»، وهو فى رأيهم «بطل السلام»، وقد قبلت عرضه، وذلك ضمن ما سوف أناقشه فى سفرة قريبة إلى لندن».

وقاطعنى: «كتاب عن الرئيس «أنور»؟!!
وقلت: «ليس عنه، ولكن عن عملية الاغتيال بالتحديد، وقد عثرت على عنوانه وأنا فى السجن، فقد كنت أفكر فى شىء من هذا القبيل، حتى قبل أن يتصل بى أحد من لندن، وعثرت أثناء تفكيرى فيه على عنوان له: «خريف الغضب»!.
وكرر الرئيس عنوان الكتاب المقترح كما سمعه منى، وبدا حائرا فى فهم مقصدى به، لكنه تجاوز حيرته.
وعلَّق بقوله: «ولكن هذا سوف يسبب لك مشاكل كثيرة، لأن الرئيس «أنور» له «جماعات كبيرة»!».
وقلت: «أما عن المشاكل فقد تعوَّدت عليها، ثم إننى أرجوك أن تعرف أن الرئيس «السادات» كان صديقا، وليس مشكلة أن تختلف آراؤنا، وأن تتباعد الطرق بيننا، لكن ذلك لم يترك أثرا لدىَّ».
زدت على ذلك: «أنه عندما وقع اغتيال الرئيس «السادات» وعرفت به فى السجن، فإنى بكيت عليه بصدق، وساعتها زال كل أثر للخلاف وما ترتب عليه، لأن الدم والدموع غسلت كل شىء!!».

وجاءنى تعليقه مفاجئا:
«لم أكن أعرف أن الكتب «شغلانة كويسة»!!
وقلت: «أننى لا أعرف تصوره لـ «الشغلانة الكويسة»، لكن الكتابة بالنسبة لى حياتى كلها!!».
وعاد يسألنى:
«ولكن ألا تفكر فى العودة للصحافة المصرية؟!».
وقلت:
«إن ذلك بعيد عن تفكيرى تماما، فقد اعتبرت أن دورى فى الصحافة المصرية انتهى بخروجى من «الأهرام»، وأوثر أن أترك المجال لآخرين، وكذلك لأجيال أخرى».
ووجدها فرصة يعود بها إلى اقتراحه، فقال: «خسارة ألا يستفيد منك البلد» وسألته: «ألا يرى فى وجود صحفى وكاتب مصرى فى مجال النشر الدولى فائدة للبلد؟!!».

واستمر الحديث بين مبارك وهيكل، حيث انتقل الى مسالة النشر والعمل الصحفى والكتابة، فيروى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل:
وشرحت بعض التفاصيل عن حجم النشر الدولى، سواء فى الكتب أو فى الصحف، وبالتحديد عندما يقع الجمع بين الاثنين، فيصدر كتاب، ثم تُنشر فصول منه فى آلاف الصحف على اتساع العالم.

ثم عاد الحديث مرة أخرى إلى طلب مبارك من هيكل الانضمام إلى الحزب الوطنى، حيث تناقشا عن مدى قناعة هيكل بالعمل الحزبى، فيقول هيكل:
ورد بأنه مازال يرى «أن أنضم إلى الحزب الوطنى، والمجال فيه بلا حدود»!!
وقلت: «أنت تريد أن تضمنى إلى الحزب الوطنى، وأنا وغيرى نريدك أن تخرج منه».
وسألنى عن السبب، وهل الأحزاب «بعبع»، أو أنها وسيلة العمل السياسي؟! وقلت: «الصحفى بصفة عامة يتعامل مع الأخبار، والأخبار لها استقلالها، وتلوينها بظلال التحزب، مخالف لقيمتها ومصداقيتها».
واصلت الحديث:
ولعله يتذكر يوم جئناه من المعتقل قبل أيام أنه سمع بعضنا يناشدونه مباشرة لترك رئاسة الحزب الوطنى، وقلت إنه فى العادة وفى النظام الرئاسى بالذات، فإن الرئيس حتى وإن كان منتميا إلى حزب، يجمد انتماءه لهذا الحزب فترة رئاسته.
وقال بلهجة قاطعة: «لو تركت الحزب فسوف يقع».
وقلت: إذن فإن الحزب لا وزن له فى حد ذاته، وهو يستمد وجوده من السلطة، وليس من الناس، وهذا هو الخطر.
قال:
«تخوفك من الحزب الوطنى مُبالغ فيه، ووجودى فيه ليس المشكلة، المشكلة فى العمل التنفيذى، فى الحكومة وأنت تعرف حجم المشاكل، وزاد علينا خطر الإرهاب، والناس تطلب «لبن العصفور»، ولابد من الاستقرار قبل أن نستطيع عمل أى شيء، والجماعات الإرهابية كامنة، وتنتشر تحت الأرض».

وبدورى قاطعته:
«والنظام يساعدها».
واستغرب ما قلته وهو يسألنى:
«النظام يساعدها كيف؟!».
قلت له: «هناك بالطبع المشاكل الاقتصادية الاجتماعية، وهذه مشاكل ثقيلة، لكن هناك أشياء أخرى منها مثلا كثرة البرامج الدينية البعيدة عن قيم الدين، وكثرة الفتاوى فيما لا علاقة له بروح الدين.. كل هذا يسيء لكن كله يشحن!!».

وزدت فقلت: «إننى سألت أحد زملائنا القُدامى فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيچية فى «الأهرام» أن يدرس مساحة البرامج الدينية على الإذاعة والتليفزيون، وفوجئت حين قيل لى إن نتائج بحثه فى الموضوع، أظهرت أن أكثر من 27% من مساحة البرامج دينية، أو ذات طابع دينى، وأنا رجل من أسرة متدينة، وأعرف قيمة الدين هداية وعصمة، ثم إننى من أسرة كان أول تقاليدها أن يحفظ أبناؤها القرآن، وقد حفظته كله، لكنى لا أستطيع أن أتصور بعض ما يُقال فى البرامج الدينية.

أضفت آسفا: إننى سمعت بنفسى من «إذاعة القرآن الكريم» من القاهرة، وفى معرض برنامج من برامج التواصل مع السامعين، سائلا يستفسر عن «كيفية الاغتسال بعد ممارسة الجنس مع بقرة»، وبقدر ما أفزعنى السؤال، فقد أفزعنى أكثر أن أحد الشيوخ جاوب عليه، وراح يحدد لسائله وسائل الاغتسال المطلوبة فى تلك الحالة!!».
وأغرق «مبارك» فى الضحك ثم قال:
«التوسع فى البرامج الدينية ضرورى، لأننا لابد أن نواجه الإرهابيين على أرضيتهم، ونأخذ منهم الناس».
وقلت:
«المشكلة أنك إذا واجهت الإرهابيين على أرضيتهم، وبهذه الطريقة، فسوف تقبل الاحتكام إلى قانون لا تعرف مصدره، ولا تعرف نصه، ولا تعرف قاضيه».
وتوقف عند هذا التعبير وبدت عليه الحيرة، وقال لي: «هل يمكن أن تفك لى هذا الكلام «الملعبك»؟!!
وحاولت شرح وجهة نظرى بأسلوب آخر!!
وقال وهو يعاود الضحك:
«هل علىَّ أنا أيضا أن أهتم بالرجل الذى يعشق (استعمل لفظا آخر غير العشق!) بقرة؟!!».
وقلت له بسرعة: «لا أحد يتصور أن يطلب منك ذلك، ولكن الناس تطلب رؤية للمستقبل مقنعة».

ووصل الحديث بنا إلى أسلوب عمل رئاسة الدولة، واقترحت «أنه من الضرورى والرئاسة بهذا الدور المركزى أن يُعاد تنظيمها بطريقة ملائمة للعصر».

ثم يقول هيكل إن الحوار بينه وبين مبارك انتقل إلى أسلوب إدارة الرئاسة، ومدى ملاحظات هيكل على هذا الأسلوب، فور خروجه من المعتقل، فيقول هيكل:
وسألنى عما أعنى، وقلت:
«إننى لاحظت منذ خرجنا من المعتقل قبل أسبوع، أن الرئاسة تُدار بأسلوب يحتاج إلى مراجعة».
وكان يسمعنى باهتمام، وواصلت:
«إننى سمعت من أصدقاء بينهم «فؤاد سراج الدين»، و«ممتاز نصار»، أنك بعثت إليهم برسائل منك أو ملاحظات مع «أسامة الباز»، وذلك حدث معى شخصيا أيضا و«أسامة» كما تعرف صديقى، وكان يعمل معى لسنوات، وأنت تثق فيه ولا أفهم لماذا تجعله يعمل بطريقة «بائع متجول على عربة يد»، تبعثه برسالة إليَّ، أو رسالة إلى غيرى، لماذا لا تعين «أسامة الباز» وزيرا لشئون رئاسة الجمهورية، وتُنشئ له مقرا فى القصر الرئاسى يعرفه الناس، وتكلفه بإنشاء مكتب فيه خبراء فى القانون والاقتصاد، ومتحدث رسمى باسم الرئاسة يعبر عن رؤاها فى الداخل وفى الخارج، وبذلك يكون هناك مصدر معروف تصدر منه الرسائل والتوجُهات، ومقر يذهب إليه الناس للاتصال والتشاور!!
وقال بلهجة تنم عن تردد:
«المسألة أننى لا أريد أكرر ما يسمح بظهور مركز قوة فى الرئاسة، وأنت تعرف تجربة «سامى شرف» مع الرئيس «جمال»، المشكلة أن وجود رجل فى مثل هذا الوضع قد يؤدى إلى عُزلة الرئاسة عن الناس بوجود رجل يستطيع أن يحجب ويسمح بما يشاء، وهى مشكلة عرفناها».
وقلت: «إن الأمر يتوقف على شخصية الرئيس، وأسلوب عمله، ومع ذلك فدعنى أقل لك إن «سامى» مظلوم فى بعض ما قيل عنه، ومع ذلك فإن الأمر يتعلق بك أنت وأسلوب عملك».
وأضفت:
«وأنا شخصيا أرى أن ترسل أحدا إلى البيت الأبيض فى واشنطن، أو إلى «10 دواننج ستريت» فى لندن، ليدرس كيف تُدار مكاتب رؤساء الدول فى هذا العصر الجديد، وتقرر أنت على هذا الأساس أى نظام يحقق لك ما تريد بأقصى قدر من الكفاءة!!».
وحدثته عما أعرفه عن تنظيم البيت الأبيض ومجلس الأمن القومى ونظام العلاقات مع الكونجرس ومع الحزب ومع الإعلام وعن مؤسسات السلطة فى الداخل والخارج.
وحدثته كذلك عما أعرفه عن تنظيم «10 دواننج ستريت»، وعن مطبخ القرار السياسى، وعن مكتب الاتصال مع الحزب فى المعارضة أو فى الحكم، وعن منصب سكرتير عام مجلس الوزراء الذى يرأس المجلس التنفيذى للوكلاء الدائمين للوزارات».
وقلت: «إننا نحتاج إلى دراسة تجارب الآخرين».
وقال: «مازلت أفضل أن أعمل مباشرة بمجلس الوزراء كله.. المجلس هو مكتبى، هو نفسه سكرتارية الرئيس!».
وقلت: «إن ذلك مستحيل عمليا، ولابد أن يكون للرئيس مكتب فيه خبراء للشئون السياسية والقانونية والاقتصادية، يدرسها ويقدم له توصيات بشأنها، وإلا فإن الرئيس ليس أمامه فى هذه الحالة إلا أن يوقع مشروعات المراسيم بقوانين كما تصل إليه من مجلس الوزراء، وفى هذه الحالة فإن الرئاسة لا تعود مركز توجيه العمل الوطنى، وإنما تصبح توقيعا وختما على المراسيم، يحولها إلى قوانين!!».
وبدت عليه أعراض تحيُّر، وقال:
«كلامك فيه منطق، و«أسامة الباز» له معى تجربة طويلة!».
قلت: «هو موضع ثقتك وهذا مهم، وأنا أعرف أن «أسامة» لديه «شطحات بوهيمية» فى بعض الأحيان، لكنه من المحتمل أن بعض ذلك عائد إلى أنه يعمل بلا مكتب وبلا مؤسسة معه، وإنما هو رجل وحده، وهذا ما قصدته بصراحة حين قلت لك إن الرئاسة تعمل بمنطق «البائع المتجول».
وقال بما بدا لى أنه على استعداد للبت فورا فى المسألة:
«لك حق، ولابد أن يفهم «أسامة» أن عليه العمل بطريقة منظمة».
ثم رفع سماعة التليفون وطلب توصيله بـ«أسامة الباز»، وبعد خمس دقائق دق التليفون ورفع الرئيس سماعته، ثم التفت إلى يقول:
«هل رأيت «أسامة» ليس هنا، بحثوا عنه فى كل مكان، ولم يعثروا له على أثر».
وقلت دفاعا عن «أسامة»:
«لابد أنك كلفته بمهمة فذهب إليها».
وقال «مبارك»: «سوف أرسله إليك فى مكتبك، وقل له كل ما تتصوره حتى أناقشه معه وأقرر».

ويتحدث الكاتب الكبير فى هذه الفقرة عن قرب انتهاء اللقاء مع الرئيس السابق، وطلب مبارك التواصل الدائم مع هيكل حتى طلب من أحد سكرتاريته أن يكتب لهيكل جميع أرقام التليفون الخاصة بالرئيس، فيقول هيكل:
وقارب اللقاء نهايته، وبينما أهُمْ بالقيام استدعى الرئيس «مبارك» أحد أفراد سكرتاريته، وطلب منه أن يكتب على ورقة كل أرقام التليفونات الخاصة بمكتبه، بما فيها تليفونه الشخصى، طالبا أن أتصل به «فى أى وقت».

وقلت للرئيس: «إن هذه رخصة أعتز بها لكنى لا أنوى استعمالها، وأفضل ترك أمر الاتصال فى أى وقت له، فهو رجل مشغول على الآخر، وجدول أعماله يجب أن يكون ملكه، دون إلحاح عليه من أحد».

وأضفت: «لو أننى استعملت هذا الترخيص الذى تفضَّل بإعطائه لى، لما كففت عن إبداء الملاحظات، وأول الدواعى أننى مختلف مع مجمل السياسات المُعتمدة، وإذا رُحت أبدى رأيا فى كل ما أشعر بالقلق منه، فسوف أجد نفسى أقوم بدور من «لا يعجبه العجب»، وذلك دور لا أحبه!!».

ورحنا نمشى نحو الباب، ولمح «مبارك» مصوِّر الرئاسة المشهور، الأستاذ «فاروق إبراهيم» يتحرك من بعيد، والتفت نحوى قائلا: «دعنا نلتقط صورة معا»، وقلت للرئيس صراحة: «أننا نستطيع أن نستغنى عن الصورة، وربما كان ذلك أفضل».

ووقف فى مكانه وتطلع إلى وهو يعلِّق: «غريبة الناس يجيئون إلى مقابلتى وليس لديهم غرض إلا هذه الصورة».

وقلت: أننى كنت أقابل «جمال عبد الناصر» مرتين وثلاث مرات فى الأسبوع، وكذلك «السادات»، وكانت اتصالاتنا التليفونية عدة مرات كل يوم، ومع ذلك لم تُنشر صورة للقاء، ولا خبر عن اتصال تليفونى، وأنا لا أفهم «بدعة» نشر أخبار أو صور لقاءات الصحفيين مع الرئيس، لأن هذه «طبائع أشياء»، و«طبائع الأشياء» ليست خبرا وتدارك قائلا: «والله لك حق، إننى أقابل كل الناس ولا يحدث شيء، لكنه عندما «عرفوا» أننى سأقابلك «ولعت «اللمبة الحمراء» فى الصحافة وفى الحكومة وفى الحزب».
ولم أملك نفسى، فقلت:
«سيادة الرئيس.. هل هناك بالفعل حزب؟!».
وهز رأسه قائلا: «أنت مصمم على رأيك فى الحزب، الحزب مهم فى الاتصال بالناس وفى «تمرير القرارات»، ولفتت الكلمة الأخيرة نظري!!».

ويروى هيكل أن بعد انتهاء اللقاء مع الرئيس السابق، وفى مساء نفس اليوم تلقى اتصالاً من أسامة الباز، وفيه يقول هيكل:
ومساء نفس يوم المقابلة اتصل بى «أسامة الباز»، ومر علىَّ فى مكتبى، يحمل فى يده دفترا من الـYELLOW PAD الذى يستعمله القانونيون فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبادرنى قبل أن يجلس أمامى:
ما الذى اقترحته على الرئيس؟!!
ورويت له أطرافا تخصه مما دار فى حديثى مع «مبارك»، وكان رده:
«أنت تضيع وقتك، هو له طريقة فى العمل مختلفة، وهو يفضل أن يسمع من هنا ومن هناك، ويتصرف بما يرى (وهذا كلام لك)، وسوف ترى.
وهو لن ينشئ وزارة لشئون رئاسة الجمهورية، ولن يعيننى وزيرا لها».
وتشعَّب الحديث بيننا، وأثناء خروجى لاحظ «أسامة الباز» وهو يمر على حيث أجلس فى مكتبى، أن هناك أوراقا كثيرة مكتوبة بخطى، وبمعرفة سابقة ووثيقة فإنه قال لي: «أراهن أن هذه الأوراق كلها نقط حديثك معه».
وقلت: «إن ما خطر له صحيح».


* خالد أبوبكر يكتب: عمر سليمان.. كلمة السر فى دفاع مبارك



لا شك أن حضور محاكمات الرئيس السابق مبارك هو تاريخ كبير، تستطيع أن ترى فيه وبوضوح نماذج وأمثلة ومفارقات وعبر كثيرة، وأيضا تستطيع أن ترصد بسهولة كيف كانت تُدار مصر طوال السنوات الماضية.

عندما تنظر إلى قفص الاتهام، وترى من هم فيه تشعر أن الدنيا زائلة ولا ضمان لها وتقول من كل قلبك سبحان المولى يعز من يشاء، ويذل من يشاء بيده الملك، وهو على كل شىء قدير.

كذلك من المفارقات أن يأتى أحد أبناء المتهمين من مساعدى وزير الداخلية الأسبق العادلى، ويتحدث إليك بهدوء وأدب، ومعظمهم من أصحاب الثقافات العالية، ويناقشونك فى كيف أنك تقف لتطالب بإعدام والدهم، إحساس غريب وتجربة متفردة، فقد كان هؤلاء يتعاملون على أنهم أسياد المجتمع فى الماضى القريب، وكان الكثيرون يسعون إلى التقرب منهم، أما الآن فقد اختلف الوضع، وهم ينظرون إلى المجتمع نظرة أخشى من عواقبها.

إلا أن الشىء الأهم هو أنك كنت تسأل نفسك كيف سيدافع مبارك عن نفسه؟ كنت أتخيل أن يأتى مبارك واقفا على قدميه وأن يدخل إلى المحكمة، ويناقش بنفسه جميع الاتهامات الموجهة إليه، ولا يحاول بأى شكل من الأشكال أن يظهر بمظهر الضعيف أو أن يوصفه دفاعه بأنه الرجل المريض العجوز، فالحقيقة لم أكن أتخيل أن الصورة ستكون هكذا.

وإذا كنت تريد أن تعرف ماذا قال دفاع مبارك لكى ينفى التهمة عنه، أستطيع أن أجمل لك مرافعة أربعة أيام فى اسم واحد، وهو - عمر سليمان - نعم. كان عمر سليمان وما قاله أمام المحكمة هو نقطة الارتكاز الأساسية التى اعتمد عليها مبارك فى دفاعه، فأخذ يستشهد بكل كلمة جاءت على لسان عمر سليمان فى المحكمة، ولم يلتفت أو يشير إلى أقواله التى جاءت فى تحقيقات النيابة العامة، والتى ومن حسن حظ الشعب المصرى بأكمله أدانت مبارك تماما.
فعمر سليمان هو من قال لنا إن مبارك هو من اقترح إسناد تصدير الغاز لإسرائيل إلى شركة حسين سالم، ووصف العلاقة فيما بينهما بأنها علاقة صداقة، قوامها عشرون عاما، وعندما واجه المحقق مبارك بأقوال عمر سليمان قال: لا من قام بذلك هو عاطف عبيد.. فاستدعت النيابة عمر سليمان مرة أخرى وقالت له ما قولك فى أن الرئيس السابق يقول إن من قام بذلك هو عاطف عبيد قال للمرة الثانية: الرئيس السابق هو الذى أوصى بإسناد هذه العملية إلى حسين سالم.

وتكتشف من دفاع مبارك ونجليه مفارقات غريبة قد تستفز كل من يسمعها، فعلى سبيل المثال قال مدافعا عن جمال مبارك إن القسط الأول المدفوع من جمال مبارك إلى شركة المقاولون العرب للقيام بأعمال تشطيب للفيلا المتهم بأخذها جمال من حسين سالم ثمن هذا القسط ستة ملايين جنيهات - وهو يتحدث هنا عن قسط أول - وهذا الرقم حقيقة يجعلنا نسأل: ماذا كانت وظيفة جمال مبارك، وأى نوع من الأعمال فى هذه السن كان يمتهن كى يتمكن من أن يدفع فى أولى مراحل تشطيب منزل ساحلى للترفيه وليس للمعيشة ستة ملايين جنيه؟ والأغرب من كده إيه علاقة المقاولون العرب بتشطيب الفيلا الخاصة بجمال مبارك؟ الحقيقة حاجة تخلى الواحد يسأل هى كانت بلد ولا كانت عزبة؟

وتعود لتسمع أيضا اسم عمر سليمان عندما يستشهد به دفاع مبارك لكى يروى لنا أن مبارك أرسله إلى رابين بحكم الصداقة التى كانت تجمع مبارك برئيس الوزراء الإسرائيلى، وطلب منه رفع سعر الغاز المصدر لإسرائيل، كى يبين للمحكمة حرص مبارك على المال العام وبالتالى ينفى التهمة عنه.

لكن المشكلة الرئيسية فى مصر فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك أنك تشعر أن هناك فئة من البشر كانت تحكم، وبينها مصالح متداخلة ومتشابكة ولا يمكن اختراقها، وطلب من المواطن المصرى العادى بعد الثورة إذا ما أراد أن يأخذ حقه أن يأتى للمحكمة بدليل من داخل هؤلاء على أن فيما بينهم فسادا أو على اشتراكهم فى ارتكاب جرائم، والحقيقة أن هناك الكثير من جهات الرقابة لديهم الكثير من الأقوال والوقائع يمكن أن تكشف لنا عن الكثير إلا أن الأمر مازال قيد البحث حتى يومنا هذا، أو قيد التأجيل، أو قيد التطنيش، أو خايفين يتكلموا لتشابك المصالح مع بعض أصحاب القوى الحالية.
لكن السؤال: ماذا يفعل المواطن العادى عندما يفسد كل من هم فى سدة الحكم ويتفقون اتفاقا قوامه المصالح المشتركة، ويقترفون جرائم فى حق هذا الشعب؟ والمصيبة والهم أن أى إثبات لابد وأن يكون بالقانون ووفقا لأحكامه وبنفس الشروط والضوابط العادية التى يحاكم بها المواطن العادى.

وحتى نستفيد من تجربة الماضى يجب أن نضع إجابة عن هذا السؤال حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى، علينا أن نراقب قدر استطاعتنا، وكل منا فى مجال عمله، وعلينا أيضا أن نعطى الدعم كل الدعم لنواب البرلمان القادم، وننتظر منهم أن يقوموا بدورهم الرقابى الحقيقى.
يجب أيضا أن يكون الولاء للبلد - لمصر - بالفعل وليس بالقول، ولا يكون الولاء للمصالح الضيقة والشخصية، علينا أن نفكر وندقق فى كل من حولنا من الشخصيات التى تتولى زمام الأمور أو الشخصيات الشهيرة التى تؤثر فى الرأى العام ونحكم على كل تصرفاتهم، ولا نتركهم يتحججون بأنهم أصحاب تاريخ فى خدمة الوطن، كل ذلك محل احترام إلا أنه لن يكون ذريعة فيما بعد كى يقوم صاحب التاريخ بالاعتداء على مقدرات هذا الشعب.. لكن يجب أيضا أن نسقط من تاريخنا هذه المؤامرة التى تمت على الشعب المصرى وألا يكون هناك ولو اسم أو أى ذكر أو إشارة لأى شخصية ساهمت فى طمس الحقيقة عن الشعب المصرى أو أى جهة تعمدت تبرئة شخص على حساب مصالح أمة، يجب أن نذكر دائما أن هؤلاء كان ولاؤهم لمصلحتهم ولمصلحة من حولهم، ولن أنسى أنا شخصيا ما رأيته رؤية العين أن من هؤلاء من حلفوا يمين الله وكذبوا وضللوا لتبرئة شركائهم.. بس الشىء الأكيد اللى لازم نكون كلنا متأكدين منه، إن هذه الحقبة الزمنية التى كنا نعيش فى ظلامها لن تعود مهما كانت التضحيات أبى من أبى وشاء من شاء.


للمزيد


اخر تفاصيل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك المتنحى اول باول - صور - فيديو - تقارير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق