شارك مع اصدقائك

02 أكتوبر 2011

تقرير برنامج ناس بوك تقديم الاعلامية الدكتورة هالة سرحان على قناة روتانا مصرية وحلقة السبت 1/10/2011 يوتيوب كاملة - وزير التربية والتعليم: مطالب المعلمين بأن يصل مرتبهم إلى 3000 جنيه مطلب مشروع.. رئيس الوزراء سوف يصدر قراراً بشأن حافز الإثابة خلال يومين تقدم المجتمع المصرى لن يتم إلا بتطوير التعليم

تقرير برنامج ناس بوك تقديم هالة سرحان على قناة روتانا مصرية وحلقة السبت 1/10/2011 يوتيوب كاملة

"ناس بوك" : وزير التربية والتعليم: مطالب المعلمين بأن يصل مرتبهم إلى 3000 جنيه مطلب مشروع.. رئيس الوزراء سوف يصدر قراراً بشأن حافز الإثابة خلال يومين تقدم المجتمع المصرى لن يتم إلا بتطوير التعليم


الفقرة الرئيسية للبرنامج
"حوار مع الدكتور أحمد جمال الدين موسى"

أجاب الدكتور أحمد جمال الدين موسى، وزير التربية والتعليم، على أسئلة قراء "اليوم السابع" خلال حواره فى برنامج "ناس بوك" مع الإعلامية المتميزة د.هالة سرحان على قناة روتانا مصرية مساء أمس السبت، مشيرا إلى أن هناك احتياجات مادية ومعنوية، يحتاجها التعليم فى مصر، فبحلول عام 2017 نحتاج إلى 51 مليار جنيه لبناء المدارس،وإيصال التعليم للقرى والمدن المحرومة من وجود مدارس فيها، بالإضافة إلى تقليل عدد الطلاب فى الفصول.

وأوضح وزير التعليم أن مطالب المعلمين بأن يصل مرتبهم إلى 3000 جنيه مطلب مشروع، وأن السلطة المختصة "البرلمان" هو من سيحدد الحد الأدنى للمعلمين.

قال جمال الدين إنه سيصدر قرارا بتعين المعلمين المساعدين الذين نجحوا فى اختبار الكادر، وأنه حتى الآن قامت الوزارة بتعيين 133 ألف معلم، موضحا أن تغيير الأشخاص لا يحل المشكلة، ولكن يجب تغيير السياسات،كما أوضح جمال الدين أن تجريم الدروس الخصوصية جنائيا غير وارد، فلا يمكن مساواته بالسارق، ولكن يمكن إحالته للتحقيق معه، ومعاقبته تأديبياً.

وقال جمال الدين أنه تابع أسئلة قراء اليوم السابع،وصفحة برنامج ناس بوك،وصفحة هالة سرحان على الفيس بوك، والتى تخطت 2000 سؤال،وأنه سيحاول الإجابة على الأسئلة قدر الممكن،وأن باقى الأسئلة سينقلها إلى مكتبه وسيتم فحصها ودراستها،وسألت هالة سرحان،جمال الدين باعتباره رجل قانون،عن رأيه فى قانون الغدر،وكيفية إثبات التهمة على من أفسدوا الحياة السياسية،فقال جمال الدين،أنه مع تطبيق قانون الغدر،على كل من أفسد الحياة السياسية مؤكدا على أنه لابد من إثبات ارتكاب أى شخص لهذه التهمة ، كتزوير الانتخابات وتقديم الرشوة ، فهذا فعل يتوفر فيه إفساد للحياة السياسية لان أى محاكمة قائمة على الإثبات ، لأننا لا نستطيع إدانة أى إنسان دون إثبات ، فالإثبات مهمة صعبة لكن يمكن أن تتم بطرق مختلفة ، وأنا رأيى الشخصى ألا نتحول إلى دولة خارجة عن القانون ، ولا يجب ارتكاب أى خطأ لأننا سندفع ثمنه فى المستقبل ، فمصر دولة عظيمة تحترم مواطنيها ..

وإليكم نص الحوار...
أجاب الدكتور أحمد جمال الدين موسى، وزير التربية والتعليم، عن أسئلة قراء "اليوم السابع" خلال حواره فى برنامج "ناس بوك" مع الإعلامية المتميزة د.هالة سرحان على قناة روتانا مصرية مساء أمس، السبت، مشيرا إلى أن هناك احتياجات مادية ومعنوية، يحتاجها التعليم فى مصر، فبحلول عام2017 نحتاج إلى 51 مليار جنيه لبناء المدارس، وإيصال التعليم للقرى والمدن المحرومة من وجود مدارس فيها، بالإضافة إلى تقليل عدد الطلاب فى الفصول.

وأوضح وزير التعليم أن مطالب المعلمين بأن يصل مرتبهم إلى 3000 جنيه مشروعة، وأن السلطة المختصة "البرلمان" هو من سيحدد الحد الأدنى للمعلمين، وقال جمال الدين إنه سيصدر قرارًا بتعيين المعلمين المساعدين الذين نجحوا فى اختبار الكادر، وأنه حتى الآن قامت الوزارة بتعيين 133 ألف معلم، موضحًا أن تغيير الأشخاص لايحل المشكلة، لكن يجب تغيير السياسات، كما أوضح جمال الدين أن تجريم الدروس الخصوصية جنائيا غير وارد، فلا يمكن مساواة الدروس الخصوصية بالسرقة، لكن يمكن إحالة المعلم للتحقيق، ومعاقبته تأديبياً.

وقال جمال الدين إنه تابع أسئلة قراء "اليوم السابع"، وصفحة برنامج ناس بوك، وصفحة هالة سرحان على الفيس بوك، والتى تخطت 2000 سؤال، وأنه سيحاول الإجابة عن الأسئلة قدر الإمكان، وأن باقى الأسئلة سينقلها إلى مكتبه وسيتم فحصها ودراستها، وسألت هالة سرحان، جمال الدين باعتباره رجل قانون، عن رأيه فى قانون الغدر، وكيفية إثبات التهمة على من أفسدوا الحياة السياسية.

وقال جمال الدين، إنه مع تطبيق قانون الغدر، على كل من أفسد الحياة السياسية، مؤكدا على أنه لابد من إثبات ارتكاب أى شخص لهذه التهمة، كتزوير الانتخابات وتقديم الرشوة، فهذا فعل يتوفر فيه إفساد للحياة السياسية لأن أى محاكمة قائمة على الإثبات، ونحن لا نستطيع إدانة أى إنسان دون إثبات.. وإلى نص الحوار...

هالة: متى سيتم صرف الحافز الإضافى للمدرسين؟
جمال الدين: هناك خبر جيد عن الحافز الإضافى، وهو ما كنا نتحاور بشأنه مع وزير المالية، وهو ما سيرفع من تأثير مكافأة الامتحانات أكثر من حافز الإثابة 200%، التى يطالب بها المعلمون، وأن رئيس الوزراء سوف يصدر قرارا بشأنه خلال يومين.

هالة: هذا جيد لأن المعلمين غاضبون من حذف مكافأة الامتحانات..
جمال الدين: لا بالعكس فهم مبسوطون، كانوا غاضبين حينما كانت غير محذوفة لأنها كانت تحسب ضمن الدخل الإجمالى، والآن كل معلم سيتقاضى على الأقل 275% إذا أبعدنا مكافأة الامتحان، وهذه ميزة كبيرة لأن هذا حقهم فهناك جهد يبذل فى الامتحانات ولا يوجد تمييز للمعلمين، ولا يجب حساب مكافأة الامتحانات ضمن إجمالى دخل المعلم، وهذا فقط للفئات الصغرى التى تضررت وليس لكل المعلمين.

هالة: ذكرت أن هناك ثلاثة مراكز أساسية تأخذ القرار مع الوزير ما هذه المراكز؟
جمال الدين: هناك مركزان كبار وهما مركز البحوث التربوية ومركز التقويم والامتحانات، كل مركز له مجلس إدارة يرأسه الوزير، لكن مجلس الإدارة يشكل من أكثر من عضو من خارج الوزارة وداخلها، ويوجد مدير لكل مركز ويكون على درجة نائب رئيس جامعة والأعضاء من الباحثين ومهمتهم البحوث التربوية لكنهم فى احتياج إلى توجيههم إلى الشكل السليم لخدمة التربية والتعليم، وبعض هذه المراكز منذ السبعينيات، والمركز الثالث هو مركز تطوير المناهج ويتبع وزارة التعليم بشكل أكبر ودوره مهم جدا فى تطوير المناهج الدراسية.

هالة: هل ستساعد الوزارة التلاميذ حتى لا يحتاجوا الدروس الخصوصية؟
جمال الدين: قلت قبل ذلك إن الدروس الخصوصية لها أسباب، منها عدم توفر الأماكن فى الجامعات، وتطوير المناهج الدراسية وتطوير أساليب التعليم وأسلوب الامتحان، لذلك أطالب مركز الامتحانات بأن يقوم بعمل بنك أسئلة، تكون بعيدة عن شكاوى الطلاب من صعوبة الأسئلة، وأرجو أن ينجح المركز هذا العام لعدم نجاحه فى الفترة السابقة، كما أن هناك أسباباً نابعة من ثقافة المجتمع وقناعة أولياء الأمور للوصول إلى كليات القمة، ولابد من تغيير نظام الثانوية العامة ولو استطعنا تخطى هذه العقبات سوف ننجح فى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية.

هالة: فى تصريح سابق لك قبل توليك الوزارة قلت إن التعليم الجامعى الحكومى ضد العدالة الاجتماعية، ماذا كنت تقصد بذلك؟
جمال الدين: هذه دراسة عالمية وليست من اختراعى لأن معظم الذين يدخلون الكليات وخصوصا كليات القمة، هم من ينتمون إلى العائلات الراقية أو المتوسطة وهى الشريحة ذات الدخل الأعلى، ولو أخذنا نسبة مئوية من السكان الأقل دخلا، نجد أن أبناءهم فى التعليم الجامعى وبالأخص كليات القمة مثل الطب والهندسة لن يزيد عددهم عن 2 أو 3% لأنها مكلفة وهم يمثلون 20% من السكان، فى حين أن أبناء الطبقة الراقية وهم أقل من 10% من السكان أكثر من 50% من أبنائهم طلبة فى هذه الكليات، وهذا يعنى أننا نأخذ من الضرائب التى يدفعها الغنى والفقير لنعلم أبناء الأغنياء.

هالة: هل أنت بهذا ضد مجانية التعليم؟
جمال الدين: لا أنا أتكلم عن ترشيد المجانية فى التعليم الجامعى، لكى تتواءم مع مبدأ العدالة الاجتماعية، لماذا القادر لا يدفع؟ فى حين أن هناك آخر من أسرة ذات دخل محدود لا يستطيع حتى توفير مصاريفه الشخصية.

هالة: هل أدخلت أبناءك مدارس حكومية؟
جمال الدين: أولادى الثلاثة كانوا فى مدارس حكومية تجريبية، ودخلوا جامعات واثنان منهم أنهوا التعليم الجامعى الأولى طبيبة أسنان ومعيدة بالجامعة، والثانية تعمل فى مجال القانون، وكانت ستدخل الطب لحصولها على مجموع يتجاوز 97% لكنها فضلت القانون، والثالث مازال يدرس الهندسة.

هالة: هل قرار دخولهم المدارس الحكومية كان مقصوداً؟
جمال الدين: كان مقصودا بالنسبة لأول اثنين، أما الثالث غير مقصود، وكان اختيارا سليما نظراً لوجودنا بالمنصورة، وكانت هناك مدرسة تجريبية مستواها جيد، فكانت هناك فرصة لمدرسة خاصة لابنى الثالث، لكن زوجتى فضلت المدرسة الحكومية، لأن المدرسين بها أفضل، وكان اختيارًا موفقًا.

هالة: ما رأيك فى ظهور التكنولوجيا مع الجيل الحالى؟
جمال الدين: هذه مشكلة تقلقنى وسأناقشها فى اجتماع للوزارة هذه الأيام تحت عنوان "تكنولوجيا المعلومات ومدارسنا" فالعالم كله يستخدم أساليب تكنولوجيا المعلومات فى المدارس، ولكننا متأخرون فى هذا المجال، فمعظم مدارس الابتدائى ضعيفة جدا فى تجهيزات التكنولوجيا، وتكاد تكون معدومة، ونحاول الوصول لهذا المجال بدخول السبورة الذكية فى الفصول أو كمبيوتر مع شاشة عرض أو معمل كمبيوتر مثل المدارس الإعدادية والثانوية وهذا سيؤدى لنوع من التفاعل بين الطالب والتكنولوجيا.

هالة: أنت تتكلم بذلك فى تكلفة عالية؟
جمال الدين: نعم ستكون تكلفة عالية لأن تكلفة السبورة الذكية حوالى 10 آلاف جنيه، وبتكنولوجيا أقل تصل إلى 6 آلاف جنيه، وبداية بتغطية أولى وثانية ابتدائى نحتاج إلى 3 مليارات جنيه، فالمسألة صعبة وتحتاج إلى تفكير منا جميعا، ولذلك هناك اجتماع سوف يحضره خبراء من خارج الوزارة لمناقشة هذه المسألة، لأننا فى وزارة التربية والتعليم نواجه تحديات يومياً للوصول إلى المصلحة العامة.

هالة: أنت درست فى الخارج؟
جمال الدين: نعم درست الدكتوراه فى فرنسا، ودبلومة فى إدارة المؤسسات التعليمية من هارفارد.

هالة: لماذا لا نحمل رجال الأعمال والمجتمع المدنى المسئولية لتمويل مدارسنا كما فى الخارج، فى مقابل الدعم الضريبى ودعم الطاقة الذى يحصلون عليه؟
جمال الدين: قانون الضرائب فى مصر يسمح للمتبرع لجهة حكومية سواء مدرسة أو مستشفى.. إلخ، أن يخصم من الوعاء الضريبى كل المبالغ التى تبرع بها، ولو تبرع لجهة خاصة يخصم مبلغ محدد، لكن الثقافة فى مصر ما زالت قليلة جدا، وهذا يأخذنا لمناقشة عدة مسائل منها مسألة دعم الطاقة الذى وصل خلال هذا العام إلى 95 مليار جنيه، فى حين التعليم ما قبل الجامعى يحتاج إلى 41.5 مليار جنيه وهذا غير منطقى، وقلت قبل ذلك وأكرر لو أخذنا 20 ملياراً من دعم الطاقة الذى يذهب إلى هذه الشركات وأدخلناه إلى التعليم سيفرق معنا، ولو أخذنا 5 أو 10 مليارات للصحة سيحدث فرقا أيضا، فنحن فى احتياج لترشيد دعم الطاقة، لأن فى الاقتصاد قاعدة تقول إن الشىء المجانى يتم هدره، وكلما كان السعر قريبا للسعر الحقيقى احترمناه وتعاملنا معه بنوع من التوفير أو الترشيد، ولى مؤلف حول قانون الضرائب والدخل الحالى قلت فيه :"إن هناك مشكلة حقيقية لعدم تصاعد الضريبة بقدر منطقى لأننا نجعل أقصى شريحة فيه 20%، فى حين أن أمريكا وصلت إلى 50% للشريحة ووصلت إلى 70%، فيجب أن يتغير القانون".

هالة: لماذا لا يوجد من مجلس الوزراء استجابة لتساؤلات الناس لأن هناك أشياء تحدث ولا نجد من يتكلم عنها؟
جمال الدين: ما يحدث يتم الإعلان عنه، ولكن ربما أن الإعلان غير كاف، وكذلك التغطية الصحفية، فهدفنا هو خدمة المجتمع لأننا جزء منه، ولا يوجد أى وزير فى أى مكان إلا وهدفه الخدمة العامة برغم الظروف الصعبة التى نمر بها، ونحاول أن نتناقش ونصل إلى أشياء قد ننجح فيها فى هذه الفترة، وقد تكون هناك أشياء خارجة عن إرادتنا.

هالة: لماذا لا يوجد عمل تطوعى لرجال الأعمال الذين جمعوا أموالهم من هذا البلد؟
جمال الدين: فى مصر 90% من التلاميذ موجودون فى المدارس الحكومية، و10% فى التعليم الخاص، والاستثمار فى التعليم الخاص يحقق هدفه، ويستوعب عدد لا بأس به من أبنائنا داخل مؤسسات خاصة تحت إشراف الدولة، وهذا يخفف الضغط على المدارس الحكومية، وأرجو ممن عنده رغبة فى الاستثمار أن يوجه جزءاً بسيطاً من استثماره للتعليم، لأن من المهم جزء من أبنائنا أن يجدوا مكان فى التعليم الخاص، وبالتالى تتوفر أماكن للفقراء فى المدارس الحكومية، والتبرعات مهمة جدا وهذه ثقافة مجتمعية لم تنتشر، ولكن هناك نماذج للتبرعات من بعض المواطنين ولكن لم تكتمل على الوجه الأمثل.

هالة: كيف نصل بالمجتمع المدنى للإحساس بأن التعليم أولاً؟
جمال الدين: وزير التعليم مهمته أن يحاول إقناع المواطنين وزملاءه، ولكننا نحتاج لخطوات أوسع وهذا يأخذ وقتا، وأرجو النجاح فى بث هذه الثقافة، ولكن وسائل الإعلام سواء كانت المرئية أو المكتوبة، لها دور رئيسى فى توجيه المجتمع، وكذلك قادة الفكر والمثقفون لهم دور فى هذه القضية، وأرجو أن نشهد هذه الخطوات خلال الفترة القادمة، وكان لجمعية مصر الخير والصندوق الاجتماعى دور كبير فى الموضوع الخاص بمدرسة المتفوقين ويعتبرون شريكاً رئيسياً فى التكاليف المترتبة على هذا النوع من التعليم المكلف، ووقعنا مع رجل الأعمال محمد فريد خميس عقد إنشاء مدرسة للمتفوقين بالكامل فى العاشر من رمضان على نفقته، وخاطبت محافظ الإسكندرية لكى يقترب من رجال الأعمال والمتبرعين بالمحافظة للمساهمة فى إنشاء مدرسة للمتفوقين بمحافظة الإسكندرية.

هالة: لماذا لا تكن هناك مبادرة من وزارة التربية والتعليم لمخاطبة رجال الأعمال للمساهمة فى إنشاء المدارس؟
جمال الدين: نحن نقول لهم إن هذا واجب وطنى، وأى إنسان يحب بلده أكيد سيساهم لأن هذا من المجالات المهمة التى ستنعكس عليهم فيما بعد.

هالة: هل كنت تتوقع حجم هذه المشاكل والإضرابات بعد توليك الوزارة مرة أخرى؟
جمال الدين: التكليف بالعمل كان صعبًا وكنت متحفظا على الرجوع إلى الوزارة، لكن كان الرد أن هذا واجب وطنى ولا يمكنك التخلف عنه، وأنا ما زلت أؤدى واجبى الوطنى حتى هذه اللحظات وسوف أؤديه بكل إخلاص إلى أن ينتهى التكليف.

هالة: هل انزعجت من أسلوب الإضرابات حتى وصلت الطلبات إلى إقالتك؟
جمال الدين: المسألة ليست شخصية، وأنا أعتبرها أننا فى مجتمع فيه حرية رأى، وأراها طبيعية فى مجتمعنا الحالى، وحقا مشروعا لكل إنسان أن يعبر عن رأيه، ولكن لابد من التفرقة بين جموع المعلمين والمجموعة النشطة التى تطرح هذه المسائل، فالمعلمون على مستوى مصر يعلمون أنى مخلص لقضيتهم، وكنت من أنصار حصولهم على كل المزايا المادية والمعنوية التى يستحقونها عن جدارة، ولو شعرت فى لحظة أنى عقبة فى طريقهم سوف أبتعد، ولكن هناك مجموعة نشطة لها رغبة فى الوصول إلى نقابة مستقلة، وأنا لا أرى وجود نقابتين إلا إذا تم تعديل القانون، ويجب احترام القانون الحالى.

هالة: هل تشعر بالغضب حين تسمع الهتافات المطالبة برحيلك؟
جمال الدين: لا أغضب من ذلك، وأعتقد أنه نقص معلومات، وللأسف الشديد هناك نوع من المعلومات المغلوطة، والتى حاول البعض أن ينشرها لدى المعلمين، لإعطائهم انطباعاً خاطئاً، مثل أن الدولة ترفع أجور العاملين كلهم دون المعلمين، وهذا الكلام كذب ولم يحدث على الإطلاق، لأن الدولة لم ترفع المرتبات، لكنها رفعت الحد الأدنى للأجور، وهذا اللبس كان متعمدا، والإعلام لم يساعد فى وصول الحقيقة، وإنما يساعد فى وصول عكس الحقيقة فى بعض الأحيان، وعلى الدولة أن تفكر فى رفع أجور العاملين بها، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، وبالتالى لم يحدث أن المعلمين قد فقدوا ميزة، حصل عليها غيرهم، ومطالب المعلمين مشروعة، ولكن كل ما يشغلنا، كيف نصل إلى تحقيق هذه المطالب فى فترة بسيطة.

هالة: هناك بعض المعلمين شعروا بالتجاهل من وزير التعليم ما رأيك؟
جمال الدين: وزير التعليم لا يملك أن يتجاهل المعلمين، لأنه فى النهاية هو يعمل مع المعلمين، لكن ربما المعلومات لا تصل فى الوقت المناسب بالشكل المناسب، ونحن ضحايا التبليغ، ووسائل الإعلام ركزت على ما يثير، ولم تركز على الحقائق فى حد ذاتها، مما أحدث لبسا كبيرا لدى المعلمين، ولكن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق مدراء المدارس والإدارات فى تبليغ الحقائق.

هالة: هل تم التعامل بأى شكل من أشكال العنف مع المدرسين الذين قاموا بالإضراب؟
جمال الدين: لا أعتقد ذلك، لكن المسألة فى النهاية يحكمها قانون، وهو اختصاص محلى من جانب المحافظات، وليس من جانب وزارة التربية والتعليم، ولكننا فى وزارة التربية والتعليم، لم نتخذ إجراء ضد أى أحد، ولم نفكر فى مثل هذا الأمر.

هالة: ما نسبة الإضراب وما المناطق التى تم فيها الإضراب؟
جمال الدين: الإحصائيات تقول إن نسبة الإضراب محدودة، وهذه الإحصائيات أعدتها الإدارات التعليمية، ومديريات التربية والتعليم، ومعظمها كان متركزا فى بعض المحافظات، منها السويس وبنى سويف، وبعض المحافظات الأخرى، وهناك بعض المحافظات لم يكن بها إضراب، سوى فى مدارس محدودة، أقل من 10 مدارس فى كل محافظة، مثل محافظات الشرقية والدقهلية وقنا.

هالة: ما رأيك فى اقتراح إنشاء حساب بنكى من أجل تطوير التعليم فى مصر؟
جمال الدين: اقتراح رائع وهناك الأستاذ على الفرماوى، نائب رئيس شركة مايكروسوفت العالمية، طلب مقابلتى لعرض مبادرة مشابهة لهذا الاقتراح، وبصورة أكثر تنظيمًا، من أجل تطوير التعليم فى مصر، ولابد أن تتضافر جهود كل المخلصين فى مصر، من أجل نهضة التعليم، لأن مصر لن تأخذ مكانها فى الريادة، إلا بفضل التعليم، مثل ما حدث بعد تولى محمد على حكم مصر، حيث إن البعثات التى أرسلها إلى الخارج، ساهمت فى نهضة التعليم، مما أعطى لمصر دور الريادة، وإذا تأخرنا فإن غيرنا سيهيمن علينا.

هالة: ناقشتم مع مجلس المحافظين فى الاجتماع الذى تم يوم الخميس قضية اللامركزية ما أهم النتائج التى توصلتم إليها فيما يتعلق بالتعليم؟
جمال الدين: أكدت أن الذى يحكمنا فى عملنا هو القانون، والقانون يحكم باختصاص كل عمل من الطرفين، فالوزير له اختصاصات، والقانون يلزمه بها، وهى وضع استراتيجيات العملية التعليمية ومتابعتها، والسادة المحافظون لهم اختصاصاتهم، وهى متابعة العملية التعليمية، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بتعيين أو تثبيت أو ترقية أو نقل المعلمين، وخلال هذا الأسبوع سيتم اختيار مجلس أمناء لكل مدرسة، وهو عنصر مهم جداً، للرقابة الشعبية على الأداء داخل المدرسة.

هالة: هل الحافز الـ200% سيشمل الكادر أيضاً وهل سيستفاد منه جميع المعلمين؟
جمال الدين: سيستفاد منه المعلم المساعد، والمعلم والمعلم الأول فقط، لأن هذه المسألة متعلقة برفع الحد الأدنى للأجور، والمعلم الخبير، والمعلم الكبير، أخذوا 25%، وهما الوحيدان فى الدولة الذين أخذوا مبلغا إضافياً عندما تقرر الحافز.

هالة: ما رأيك فى بناء برنامج تعليمى مناسب لحاجة سوق العمل؟
جمال الدين: هذا اقتراح محق جداً، وهو ما سنفعله يوم الثلاثاء القادم، فى مناقشة تطوير المناهج الدراسية، ومستوى التعليم الفنى، والذى سيحضر فيه أساتذة من الجامعات، وممثلون من وزارة الصناعة، ورجال الأعمال، بهدف تطوير التعليم الفنى بما يتناسب مع سوق العمل.

هالة: مارأيك فيما يطالب به بعض الناس من زيارة مفاجئة للمدارس من قبل وزير التعليم؟
جمال الدين: الوزير لا يجب عليه أن يزور المدارس بشكل مفاجئ، لأن إدارة العملية التعليمية، من اختصاص المحافظات، لذلك فإننى فى كل مرة أزور فيها مدرسة، يكون معى المحافظ وبموعد مسبق.

هالة: كلمة أخيرة وأهم الأخبار الطيبة التى نأخذها من هذا اللقاء؟
جمال الدين: أود أن أركز على أن تقدم المجتمع المصرى، لن يتم إلا بتطوير التعليم، ومهمة وزير التعليم، إصلاح العملية التعليمية قدر الإمكان، فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر، وأهم بند فى إصلاح التعليم، هو الاهتمام بالمعلم، وأنا مهمتى الاهتمام بالمعلم، وكلما وصلنا بالمعلم إلى وضع أفضل معنوياً، ومادياً، وتأهيلياً، كل هذا سيصب فى مصلحة العملية التعليمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق